السبت 20 سبتمبر 2025 11:04 مـ 28 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”النار تأكل تعز حيًا!” — كيف اندلع الجحيم من مخبز ووصل إلى السوق والمجمع التجاري!

الأحد 21 سبتمبر 2025 12:16 صـ 29 ربيع أول 1447 هـ
الحريق
الحريق

تشهد منطقة الحوبان في محافظة تعز، منذ ساعات مبكرة من صباح اليوم، كارثة بيئية وإنسانية غير مسبوقة، مع استمرار تمدد الحرائق الهائلة التي اندلعت في مخابز "ريتاج"، لتلتهم بسرعة قياسية محيطها، وتمتد إلى سوق الهلالي ومجمع "التوفير سنتر" التجاري، في ظل عجز تام عن السيطرة عليها حتى اللحظة.

216.73.216.118

وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ"خبرنا"، فإن الحريق اندلع فجراً في مخابز "ريتاج" – أحد أكبر المخابز في المنطقة – وسرعان ما تحول إلى كتلة نارية ضخمة، بفعل انتشار مواد قابلة للاشتعال داخل المخبز والمحال المجاورة، ما سمح للنيران بالانتشار الأفقي والعمودي بسرعة مخيفة، لتلتهم واجهات المحلات التجارية ومخازن المواد الغذائية والأقمشة في سوق الهلالي، قبل أن تنتقل إلى مجمع "التوفير سنتر" الذي يضم عشرات المحال التجارية.

وأشار الشهود إلى أن ألسنة اللهب مرتفعة جداً، ويمكن رؤيتها من مسافات بعيدة، فيما تصاعد عمود كثيف من الدخان الأسود يغطي سماء المنطقة، مهدداً بصحة السكان، لا سيما الأطفال وكبار السن، في وقت يعيش فيه الأهالي حالة من الذعر والهلع، مع خشية من امتداد النيران إلى الأحياء السكنية القريبة.

إمكانيات مكافحة محدودة.. ونداءات استغاثة تتصاعد

وأكد السكان أن فرق الإطفاء المحلية تواجه صعوبات جمة في محاصرة الحريق، بسبب ضعف الإمكانيات، ونقص عدد سيارات الإطفاء، وانعدام معدات السلامة الحديثة، ما جعل جهودهم غير كافية لوقف زحف النيران. كما أشاروا إلى أن ضعف ضغط المياه في شبكة الإطفاء العمومية يفاقم من حجم الكارثة، حيث يضطر رجال الإطفاء إلى الاعتماد على الصهاريج، وهو ما يبطئ من وتيرة التدخل.

وفي مشاهد إنسانية مؤثرة، هرع المواطنون إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من محالهم وممتلكاتهم، فيما حاول آخرون مساعدة فرق الإطفاء بوسائل بدائية، في غياب أي دعم لوجستي أو تقني من الجهات المعنية.

سكان يطالبون بتدخل عاجل: "النار لا ترحم!"

وفي ظل تزايد المخاوف، وجه سكان منطقة الحوبان نداءات استغاثة عاجلة للسلطات المحلية والجهات المعنية، مطالبين بإرسال تعزيزات إضافية من فرق الإطفاء من المحافظات المجاورة، وتوفير معدات متقدمة وأجهزة إطفاء محمولة جواً إن أمكن، لاحتواء الكارثة قبل أن تتحول إلى كارثة شاملة.

وقال أحد أصحاب المحال التجارية: "كل ما بنيناه طوال سنوات ذهب في دقائق.. لا نطلب تعويضاً الآن، بل نطلب إنقاذ ما تبقى قبل أن تلتهم النار كل شيء".

تحذيرات من كارثة إنسانية واقتصادية

وأكد مراقبون محليون أن استمرار الحريق بهذا الشكل يهدد بكارثة اقتصادية كبرى، إذ أن منطقة الحوبان تُعد من أكثر المناطق التجارية حيوية في تعز، وتضم مئات المحال التي توفر مصادر رزق لآلاف الأسر، كما أن امتداد الحريق إلى الأحياء السكنية قد يؤدي إلى خسائر بشرية فادحة، لا قدر الله.

ويُنتظر أن تعلن الجهات الرسمية خلال الساعات القادمة عن حصيلة أولية للخسائر المادية، فيما تبقى الجهود مركزة على منع انتشار الحريق، وسط دعوات ملحة لتشكيل خلية أزمة طارئة تضم الدفاع المدني، والسلطة المحلية، والمنظمات الإنسانية، لتنسيق جهود الإغاثة والإطفاء.

موضوعات متعلقة