من قتل أفتان المشهري؟ ومن أطلق الرصاصة التي أنهت حياة حسين؟ التفاصيل الكاملة التي تُغضب كل يمني

في تطور مأساوي يُضاف إلى سلسلة الجرائم التي تشهدها محافظة تعز، توفي اليوم السبت الطالب الجامعي حسين عبدالرحمن الصوفي، متأثراً بإصابته البالغة التي لحقت به إثر تعرضه لرصاصة طائشة أصابت رأسه، أثناء توجهه صباح الخميس الماضي إلى مقاعد الدراسة في جامعته، في حادثة وقعت خلال تنفيذ عملية اغتيال مُخططة استهدفت مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، الأستاذة أفتان المشهري.
216.73.216.118
وبحسب شهود عيان ومصادر طبية، أُصيب الصوفي (22 عاماً) برصاصة في الرأس أثناء مروره قرب موقع إطلاق النار، حيث كان في طريقه إلى محاضراته الجامعية، ليتم نقله على الفور إلى أحد المستشفيات المحلية في حالة حرجة، وخضع لعمليات إنعاش مكثفة استمرت لأكثر من 48 ساعة، قبل أن يُعلن الأطباء فشل محاولات إنقاذه، ويُسلّم الروح إلى بارئها، تاركاً وراءه أسرةً منهارة ومجتمعًا طالبيًا يعيش حالة من الصدمة والغضب.
وأثارت وفاة الصوفي، الذي لم يكن سوى ضحية عابرة لجريمة لم يكن طرفاً فيها، موجة عارمة من الغضب الشعبي في أوساط الطلاب وأهالي تعز، حيث خرجت مظاهرات عفوية ونداءات مطالبة بالعدالة، وتحميل الجهات الأمنية والسياسية المسؤولية عن تدهور الوضع الأمني، وتفشي ظاهرة الاغتيالات والتصفية الجسدية في شوارع المدينة التي باتت تُعرف بـ"مدينة الموت البطيء".
اتهامات صريحة للواء 170 وحزب الإصلاح
وفي تطور لافت، أكدت مصادر أمنية وحقوقية مطلعة أن الجناة المتورطين في اغتيال الأستاذة أفتان المشهري — والتي كانت تُعد من الكوادر النسائية البارزة في العمل البلدي والخدمي — ينتمون إلى اللواء 170 دفاع جوي، أحد الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز، والخاضع فعلياً لسيطرة حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين).
وأشارت المصادر إلى أن إطلاق النار تم بطريقة عشوائية وغير مسؤولة، مما أسفر عن إصابة الصوفي القاتلة، في مؤشر خطير على الانفلات الأمني، واستخدام السلاح بشكل عبثي من قبل عناصر مسلحة لا تخضع لرقابة أو محاسبة، في ظل غياب شبه تام للدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية.
السلطات المحلية تدين وتتعهد بالتحقيق
من جهتها، أدانت السلطات المحلية في تعز الجريمتين — اغتيال المشهري ومقتل الصوفي — ووصفت ما حدث بأنه "عمل إجرامي جبان يستهدف استقرار المدينة وحياة المدنيين"، مؤكدة في بيان رسمي على "ضرورة فتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف هوية الجناة وتقديمهم للعدالة، دون أي تأخير أو تسويف".
كما حذّرت السلطات من "خطورة استمرار سياسة الإفلات من العقاب"، داعية إلى "تحرك عاجل من قبل الحكومة اليمنية والتحالف العربي لضبط السلاح وتفكيك المليشيات المسلحة التي تعبث بأمن المواطنين"، مشددة على أن "سلامة المدنيين خط أحمر لا يمكن التهاون معه".
صرخة أسرة الصوفي: "ابني لم يكن إلا طالباً بريئاً"
وفي مشهد مؤثر، عبّرت أسرة الطالب الراحل عن ألمها العميق، وقال والده: "حسين لم يكن سوى طالب مجتهد، كان يحلم بالتخرج وخدمة بلده… لم يكن له أي علاقة بالصراعات أو السياسة، لكنه دفع حياته ثمناً لفوضى لا ناقة له فيها ولا جمل". وطالب بـ"محاسبة من أطلق الرصاص، ومن يقف وراءه، ومن يحميه".
تعز… مدينة تئن تحت وطأة الفوضى
وتُعد هذه الحادثة الأحدث في سلسلة طويلة من الاغتيالات والجرائم التي تشهدها تعز منذ سنوات، حيث تعيش المدينة — رغم كونها الأكبر سكانياً في اليمن — حالة من الانهيار الأمني، مع انتشار واسع لعصابات مسلحة تتبع أطرافاً سياسية وحزبية، أبرزها تلك المرتبطة بحزب الإصلاح، والتي تُتهم بتنفيذ عمليات تصفية وابتزاز وترويع للمدنيين، دون رادع أو حسيب.
ويطالب ناشطون حقوقيون ومنظمات دولية بتدخل عاجل لإنقاذ تعز من "كارثة إنسانية وأمنية مُركبة"، محذرين من أن استمرار الصمت الرسمي والدولي سيشجع على مزيد من الجرائم، ويُفقد المواطنين الثقة بأي مفهوم للعدالة أو الدولة.