• الرئيسية
• المشهد اليمني

في تطور أمني ميداني مرتقب، بدأت قوات الأمن والجيش في محافظة تعز، صباح اليوم، التحضيرات الميدانية واللوجستية لاقتحام أحياء "كلابة" و"الروضة" الواقعتين في القطاع الشمالي الشرقي من المدينة، واللتين تُعرفان محليًا باسم "مربع الموت" نظرًا لكثافة الاشتباكات السابقة وصعوبة التحكم الأمني فيهما.

216.73.216.118

وأفادت مصادر أمنية وعسكرية مطلعة أن هذه التحركات تأتي في إطار خطة أمنية شاملة تستهدف تطهير المنطقة من عناصر إجرامية مطلوبة على ذمة قضايا جنائية خطيرة، بينها جريمة اغتيال السيدة "أفتهان المشهري" – مديرة صندوق النظافة في تعز – والتي هزّت الرأي العام المحلي وأثارت موجة غضب شعبي واسعة.

وأوضحت المصادر أن منفذي الجريمة، إلى جانب عدد من المطلوبين الآخرين بقضايا تتعلق بالقتل والسطو المسلح والاتجار بالمخدرات، يختبئون داخل تلك الأحياء، ويستغلون تعقيدات التضاريس والكثافة السكانية لعرقلة أي محاولة أمنية سابقة لاعتقالهم.

وأشارت المصادر إلى أن قرار الاقتحام لم يُتخذ إلا بعد فشل جهود الوساطة والمفاوضات الأولية التي استمرت لأكثر من 48 ساعة، والتي هدفت إلى إقناع المطلوبين بتسليم أنفسهم طواعية دون اللجوء للقوة، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، ما دفع الجهات الأمنية والعسكرية إلى اتخاذ الخيار الحاسم.

وأكدت المصادر أن القرار جاء أيضًا استجابةً للضغط الشعبي المتزايد، حيث نظمت مجموعات شبابية ونسائية وفعاليات مجتمعية وقفات احتجاجية متكررة خلال الأيام الماضية، مطالبةً بتحقيق العدالة وإنزال أقصى العقوبات بحق منفذي جريمة اغتيال "أفتهان"، التي كانت تُعرف بنشاطها المجتمعي وحرصها على نظافة المدينة وخدمتها للمواطنين دون تمييز.

وأضافت المصادر أن الخطة الأمنية تشمل نشر قوات مشتركة من الجيش والأمن والدعم والإسناد، مع تأمين محيط الأحياء لتفادي أي تسرب للمطلوبين أو وقوع أضرار جانبية للمدنيين، مشيرةً إلى أن هناك تنسيقًا مع قيادة المحافظة والسلطة المحلية لتوفير ممرات آمنة لإخلاء العائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة قبل بدء العملية.

ومن المتوقع أن تبدأ العملية خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط ترقب شعبي وأمني كبير، في ظل تأكيدات رسمية بأن "اليد الطولى للقانون ستطال كل من يلوذ بالسلاح أو يتحصن وراء الأبرياء".

يُذكر أن "أفتهان المشهري" كانت قد تعرضت لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين أمام منزلها في حي "القاهرة" وسط مدينة تعز، في جريمة وصفها ناشطون بأنها "استهداف ممنهج للمرأة العاملة والفاعلة في المجتمع"، ما جعل قضيتها رمزًا لضرورة مكافحة الإفلات من العقاب في المحافظة.