الأحد 21 سبتمبر 2025 11:56 مـ 29 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

نائبة مديرة صندوق النظافة بتعز تقدم استقالتها تضامنًا مع زميلتها المغدورة ”أفتهان المشهري” وتنذر بغياب العدالة والأمان

الإثنين 22 سبتمبر 2025 01:36 صـ 30 ربيع أول 1447 هـ
القباطي
القباطي

في خطوة نادرة تحمل دلالات سياسية وإنسانية عميقة، أعلنت الأستاذة ارتفاع القباطي، نائبة مديرة صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، عن استقالتها الفورية من منصبها، تضامنًا مع زميلتها المغدورة الأستاذة أفتهان المشهري، التي اغتيلت بدم بارد مساء الخميس الماضي، في جريمة هزّت أوساط المجتمع المدني والمؤسسي في المدينة.

216.73.216.118

وأصدرت القباطي، في تصريح مدوٍّ مساء اليوم، بيانًا ناريًا حمل بين سطوره وجع الضمير وصرخة احتجاج ضد غياب العدالة وانهيار الأمن، قائلةً:

"العدالة الغائبة تدفعني للاستقالة تضامنًا مع الشهيدة"
"بصفتي نائبة مديرة صندوق النظافة، وبقلب يعتصر حزنًا وألمًا، أعلن عن #استقالتي الفورية من منصبي."

وأكدت القباطي أن قرارها لم يكن وليد لحظة غضب عابرة، بل جاء بعد تأمل عميق وشعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه زميلتها التي وصفتها بـ"الشهيدة"، مشيرةً إلى أن الجريمة التي طالت أفتهان لم تكن مجرد حادث فردي، بل مؤشر خطير على انهيار منظومة الحماية للموظفات والقياديات في ظل استمرار الإفلات من العقاب.

وأضافت:

"هذا القرار لم يأتِ من فراغ، بل هو تعبير عن تضامني المطلق مع الشهيدة الأستاذة أفتهان المشهري التي اغتيلت بدم بارد، كما أنه يأتي من منطلق خوفي وقلقي على سلامتي الشخصية، بصفتي امرأة في منصب قيادي، في ظل غياب العدالة وعدم القبض على كافة الجناة حتى هذه اللحظة."

وأشارت القباطي إلى أن بيئة العمل في تعز لم تعد آمنة، وأن استمرار الصمت الرسمي والتقاعس الأمني يُعدّ تشجيعًا صريحًا على تكرار مثل هذه الجرائم، مضيفةً:

"إن غياب الأمن والأمان لا يسمح باستمرار العمل بفعالية وإخلاص. كيف لنا أن نؤدي واجبنا ونحن نعيش تحت تهديد السلاح والقتل؟!"

ودعت القباطي في ختام تصريحها كل المسؤولين "الشرفاء" إلى مراجعة مواقفهم، واتخاذ موقف حازم تضامنًا مع قضية أفتهان، وحفاظًا على مبادئ العدالة التي "يجب أن تسود"، قائلةً:

"أتمنى أن تكون دماؤها الطاهرة هي الشرارة التي توقظ الضمائر، وتدفع نحو تحقيق العدالة."

خلفية الحادثة:
اغتيلت الأستاذة أفتهان المشهري، وهي موظفة بارزة في صندوق النظافة والتحسين بتعز، مساء الخميس الماضي، بإطلاق نار مباشر أمام منزلها، في جريمة وصفها ناشطون حقوقيون بأنها "تصفية ممنهجة تستهدف النساء القياديات"، خاصةً في ظل تكرار حوادث الاغتيالات السياسية والمجتمعية في المدينة دون محاسبة الجناة.

ردود الفعل:
لاقت استقالة القباطي تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد ناشطون بـ"شجاعتها الأخلاقية"، واعتبروها "رسالة صريحة للسلطة المحلية والأجهزة الأمنية بأن الصمت لم يعد مقبولًا". كما دعا آخرون إلى إضراب عام في المؤسسات الحكومية تضامنًا مع الضحية، ومطالبةً بكشف الجناة وتقديمهم للعدالة.

ما وراء الاستقالة:
لا تمثل استقالة القباطي مجرد تنحي عن منصب، بل هي احتجاج مؤسسي نادر في ظل الأوضاع المتردية في تعز، حيث تحوّلت الاستقالة إلى أداة ضغط أخلاقي وسياسي، تسلط الضوء على انهيار منظومة الحماية، وتُذكّر بأن النساء في مواقع المسؤولية يدفعن ثمنًا باهظًا في غياب الدولة ومؤسساتها.