إدارة ترامب تثير الرعب وتحذر الحوامل من استخدام هذا الدواء.. والعلماء ينتقدون: لا يزال آمنًا

أثارت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية والعلمية، بعد إعلانها أن استخدام دواء تايلينول (المعروف علميًا باسم باراسيتامول أو أسيتامينوفين) من قبل النساء الحوامل قد يسهم في زيادة خطر إصابة الأطفال باضطراب طيف التوحد.
وجاء التحذير الرسمي خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، حيث أوصت الإدارة بعدم استخدام تايلينول أثناء الحمل إلا في حالات الحمى الشديدة، مشيرة إلى مراجعات علمية حديثة ناقشت احتمال وجود ارتباط بين التعرض للدواء خلال الحمل وظهور أعراض التوحد لاحقًا لدى الأطفال.
لكن الإعلان قوبل بتحفظات من جهات طبية مرموقة، أبرزها الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، التي أكدت أن تايلينول لا يزال يُعد خيارًا آمنًا لعلاج الألم والحمى أثناء الحمل، بشرط استخدامه باعتدال وتحت إشراف طبي.
وفي السياق العلمي، أظهرت دراسة منشورة في مجلة JAMA عام 2024، شملت أكثر من 2.4 مليون طفل، أن الفرق في خطر الإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين تعرضوا لأسيتامينوفين أثناء الحمل وأولئك الذين لم يتعرضوا له لا يتجاوز 0.09%، وهو فرق ضئيل لا يرقى إلى إثبات علاقة سببية مباشرة.
كما أشار تقرير صادر عن كلية هارفارد للصحة العامة إلى أن تحليلًا منهجيًا لـ 46 دراسة سابقة وجد ارتباطًا ضعيفًا بين استخدام باراسيتامول أثناء الحمل وزيادة طفيفة في معدلات اضطرابات النمو العصبي مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، لكنه شدد على أن هذه النتائج لا تثبت وجود علاقة سببية، وأن استخدام الدواء يجب أن يكون وفق تقييم فردي للمخاطر والفوائد.
من جهته، أوضح مركز أبحاث التوحد في السويد أن الدراسات التي أظهرت ارتباطًا بين تايلينول والتوحد غالبًا ما تعاني من عوامل مربكة، مثل أن النساء اللواتي يستخدمن الدواء أثناء الحمل قد يكنّ يعانين من حالات صحية أخرى تؤثر على نمو الجنين، مما يصعب فصل تأثير الدواء عن تأثير تلك الحالات.
وفي ظل هذا الجدل، شدد خبراء الصحة العامة على أهمية عدم إثارة الذعر بين النساء الحوامل، مؤكدين أن تجاهل علاج الحمى أو الألم قد يحمل مخاطر أكبر على الأم والجنين، وأن القرار باستخدام تايلينول يجب أن يكون بالتشاور مع الطبيب المختص.
216.73.216.39