”ثمرة يمنية تتحدى الأسواق العالمية.. وتربح!”

تشهد أسواق محافظة صعدة في هذه الأيام إقبالاً لافتاً على ثمار "العمبروت"، وهو الاسم المحلي الشائع للكمثرى في المنطقة، حيث تتدفق الأسواق بكميات وفيرة من هذه الثمار الموسمية التي تتميز بجودتها العالية، ونكهتها المميزة، وأسعارها التنافسية التي جعلتها خياراً مفضلاً لدى مختلف شرائح المستهلكين، من الأسر محدودة الدخل إلى الأسر المتوسطة والمرتفعة.
216.73.216.39
ويُعد موسم "العمبروت" من المواسم الزراعية المهمة في محافظة صعدة، نظراً لما تتمتع به أراضيها من خصوبة ومناخ ملائم يساهم في إنتاج محاصيل فاكهية ذات جودة استثنائية. وقد أشار عدد من المزارعين المحليين إلى أن هذا العام شهد وفرة غير مسبوقة في إنتاج الكمثرى، نتيجة توفر الظروف المناخية الملائمة، واهتمام المزارعين بالعناية بالأشجار منذ مراحل الإزهار الأولى، بالإضافة إلى استخدام أساليب ري وتقليم حديثة ساهمت في رفع الإنتاجية وجودة الثمار.
وقال المزارع أحمد من مديرية رازح: "موسم هذا العام مبشر جداً، الكميات كبيرة والطلب متزايد يوماً بعد يوم، والحمد لله، الجودة عالية والثمار متماسكة وحلوة المذاق، ما جعلها تنافس حتى الكمثرى المستوردة من حيث الطعم والسعر".
وأضاف: "أسعارنا معقولة مقارنة بالكمثرى المستوردة، ففي حين تباع المستوردة بأسعار تتراوح بين 3000 إلى 5000 ريال للكيلو الواحد، فإن الكمثرى المحلية لا تتجاوز 1500 إلى 2000 ريال، وهذا ما جعلها الخيار الأول للأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".
من جانبه، أكد الباحث الزراعي المهندس علي عبدالله أن "العمبروت" في صعدة يتميز بخصائص فريدة، منها حجمه الكبير، وقشرته الناعمة، وقلة البذور، واحتفاظه بالرطوبة والطعم الحلو لفترات أطول، ما يجعله مطلوباً ليس فقط في السوق المحلية، بل في المحافظات المجاورة أيضاً.
وأشار عبدالله إلى أن هذا الموسم يمثل فرصة اقتصادية مهمة للمزارعين، حيث يسهم في تنشيط الحركة التجارية، وتوفير فرص عمل مؤقتة في مجالات الجمع والتعبئة والنقل، كما يعزز من الأمن الغذائي المحلي ويقلل الاعتماد على الاستيراد.
وفي الأسواق، لوحظ إقبالاً كبيراً من المواطنين على شراء الكمثرى المحلية، حيث قال المواطن محمد الشرفي: "نفضل الكمثرى المحلية لأنها طبيعية وخالية من المواد الحافظة، وأسعارها مناسبة، ونكهتها لا تضاهى، خاصة للأطفال وكبار السن".
وتشير التقديرات الأولية إلى أن إنتاج هذا الموسم قد يتجاوز 500 طن من الكمثرى، موزعة على مديريات مثل رازح، الصفراء، سحار، وشدا، وهي من المناطق الأكثر إنتاجاً للفاكهة في المحافظة.
ويتوقع أن يستمر موسم "العمبروت" لعدة أسابيع قادمة، مع توقعات باستمرار الوفرة واستقرار الأسعار، ما يشكل متنفساً للمستهلكين في ظل غلاء كثير من السلع الأساسية، ويدعم في الوقت نفسه المزارعين المحليين ويشجع على مزيد من الاستثمار في الزراعة الموسمية.