”هل يُصبح حلم طب الأسنان مستحيلاً؟ طالبة تروي معاناتها مع قرار جديد في جامعة عدن”

عبّرت طالبة في كلية طب الأسنان بجامعة عدن عن استيائها وقلقها إزاء قرار إداري جديد أصدرته إدارة الكلية، يُلزم الطلاب بتوفير مواد وأدوات التطبيق العملي على نفقتهم الخاصة، مشيرة إلى أن هذا القرار يشكّل عبئًا ماليًّا ثقيلًا يفوق طاقة العديد من الأسر، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
216.73.216.165
وقالت الطالبة، التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها، إن تكاليف الدراسة في الكلية باتت تثقل كاهلها بشكل متزايد، مشيرة إلى أن أسرتها بالكاد تستطيع تغطية المصروفات الأساسية اليومية، مثل المواصلات، وشراء الملازم الدراسية، فضلًا عن المصروف الشخصي الضروري. وأضافت بحسرة: "كيف لي أن أشتري أدوات تطبيق عملي باهظة الثمن، وأنا لا أملك سوى دعم محدود جدًّا من أهلي؟".
وأكدت أن القرار الجديد يهدّد مستقبلها الأكاديمي، إذ يضعها أمام خيارين مؤلمين: إما أن تتحمّل تكاليف شراء الأدوات المطلوبة، والتي قد تصل إلى مبالغ كبيرة لا تستطيع توفيرها، أو أن تضطر إلى التوقف عن الدراسة، ما يعني خسارة سنوات من الجهد، والتضحيات، والطموحات التي بنتها منذ التحاقها بالكلية.
وأشارت إلى أن العديد من زملائها يعانون من الوضع ذاته، خاصة أولئك القادمين من مناطق نائية أو من أسر فقدت معيلها جراء الأوضاع الأمنية أو الاقتصادية المتردية. ولفتت إلى أن الكلية، كمؤسسة تعليمية حكومية، يُفترض أن توفّر البيئة التعليمية الكاملة، بما في ذلك أدوات التدريب العملي، لا أن تلقي هذا العبء على كاهل الطلاب وأسرهم.
ودعت الطالبة إدارة كلية طب الأسنان إلى مراجعة القرار بشكل عاجل، واتخاذ إجراءات أكثر عدالة تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الطلاب، مشددة على أن مطلبهم لا يهدف إلى التهرب من المسؤولية أو الالتزامات الدراسية، بل إلى ضمان حقهم الدستوري في التعليم، واستكمال مشوارهم الأكاديمي دون أن يُجبروا على الاختيار بين فقرهم ومستقبلهم.
وطالبت في ختام حديثها الجهات المعنية في جامعة عدن والوزارة الوصية بالتدخل لدعم كليات الطب والهندسة وغيرها من التخصصات التطبيقية، وتوفير ما يلزم من معدات ومواد تدريبية، بما يضمن جودة التعليم ويقلل من الهدر في الطاقات البشرية الشابة التي تمثّل ركيزة المستقبل.