مشهد صادم في عدن: طلاب يتنقلون فوق صهاريج المياه وسط غياب باصات النقل المدرسي المُهداة من الإمارات

أثار مشهد تنقل طلاب المدارس والجامعات في محافظتي عدن ولحج فوق صهاريج المياه (الوايتات) موجةً واسعة من الغضب والاستهجان في أوساط الرأي العام المحلي، خصوصًا في ظل تذكيرٍ مرير بأن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد قدّمت، في وقتٍ سابق، دفعةً من الباصات الحديثة المخصصة لنقل الطلاب مجانًا، ضمن مبادرات دعم البنية التحتية والخدمات الأساسية في العاصمة المؤقتة.
216.73.216.1
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الطلاب وهم يقفون أو يجلسون على سطح صهاريج المياه أثناء تنقلها بين الأحياء، في مشهدٍ يعكس مدى تدهور الخدمات الأساسية وانهيار وسائل النقل العامة، ما يُعرض سلامتهم للخطر ويُجسّد معاناة يومية تتفاقم مع تردي الأوضاع الاقتصادية.
وأكد مواطنون من عدن ولحج أن الباصات التي وُفّرت بدعم إماراتي لم تُشاهد منذ فترة طويلة، مشيرين إلى أنها "اختفت دون مبرر"، في ظل غياب تام لأي توضيح من الجهات المعنية حول مصيرها أو أسباب توقفها عن العمل.
واعتبر كثيرون أن هذا الغياب يُعدّ إهدارًا لموارد مقدّمة من دولة شقيقة بحسن نية لخدمة الطلاب، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الأسر جرّاء انقطاع المرتبات وارتفاع تكاليف المعيشة والمواصلات.
وفي هذا السياق، طالب أولياء الأمور والمجتمع المدني السلطات المحلية والجهات المختصة بإعادة تفعيل خدمة النقل الطلابي بشكل عاجل، مشدّدين على أن استمرار هذا الوضع يُثقل كاهل الأسر الفقيرة ويشكّل خطرًا حقيقيًّا على حياة الطلاب.
ودعا الناشطون إلى شفافية كاملة حول مصير الباصات المُهداة، وضرورة محاسبة أي جهة تقاعست عن أداء مسؤولياتها في صيانة أو تشغيل هذه الوسيلة الحيوية.
ويأتي هذا التصاعد في الغضب الشعبي وسط دعوات متزايدة لتحسين الخدمات الأساسية في عدن، التي تُعاني من تدهور متسارع في البنية التحتية رغم الدعم الخارجي المتكرر، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول كفاءة الإدارة المحلية وقدرتها على الحفاظ على الموارد المقدمة لخدمة المواطنين.