الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 02:11 مـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

علامات الجلطة الدموية.. كيف تكتشف إصابتك مبكرًا قبل فوات الأوان؟

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 02:02 مـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
علامات الجلطة الدموية
علامات الجلطة الدموية

تكشف علامات الجلطة الدموية في الجسم عن نفسها من خلال أعراض مختلفة قد تبدأ بشكل خفيف، لكنها قد تتطور سريعًا إلى حالة طبية طارئة تهدد الحياة، فالجلطة تمنع تدفق الدم بشكل طبيعي داخل الأوردة أو الشرايين، ما يؤدي إلى ألم، أو تورم، أو خدر في المنطقة المصابة، وهي إشارات مبكرة لا يجب تجاهلها على الإطلاق.

أسباب تكوّن الجلطات الدموية

216.73.216.162

تتعدد أسباب حدوث الجلطة الدموية ما بين عوامل نمط الحياة والظروف الصحية، وتشمل الخمول البدني، التدخين، السمنة المفرطة، الإصابة بفيروس كوفيد-19، العمليات الجراحية الحديثة، وبعض أنواع السرطان، كما يؤدي تصلب الشرايين أو اضطرابات تجلط الدم الوراثية إلى زيادة خطر الإصابة بالجلطات.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة دون حركة، مثل ركاب الطائرات في الرحلات الطويلة أو العاملين في المكاتب، أكثر عرضة لتكوين جلطات الدم، خصوصًا في الساقين.

متى تبدأ أعراض الجلطة في الظهور؟

تظهر علامات الجلطة الدموية عندما تتكوّن كتلة من الدم داخل أحد الأوعية فتمنع تدفقه، قد يحدث ذلك ببطء على مدار أيام أو أسابيع، أو فجأة في غضون ساعات قليلة، ويؤدي نقص الأكسجين الناتج عن انسداد الشريان أو الوريد إلى ألم حاد وتورم وتغير في لون الجلد.

وتنقسم الجلطات إلى نوعين رئيسيين:

الخثرة الوريدية: وهي جلطة ثابتة تتكوّن غالبًا في أوردة الساق أو الذراع، وتشعر معها بثقل وألم متزايدين.

الانسداد الرئوي: جلطة تنتقل عبر الدم إلى الرئتين مسببة ضيقًا في التنفس وألمًا في الصدر وانخفاضًا في مستوى الأكسجين، وقد تؤدي إلى الوفاة إن لم تُعالج سريعًا.

الجلطات في الساقين والرئتين والقلب

عندما تتكوّن الجلطة الدموية في الساقين، قد يشعر المصاب بألم واحمرار ودفء في المنطقة المصابة، وقد يكون الوريد المصاب قاسيًا عند لمسه، أما تجلط الأوردة العميقة في الفخذ أو الحوض فيسبب تورمًا شديدًا وصعوبة في الحركة.

وفي حالة جلطات الرئة، تنتقل الجلطة من الساق إلى الأوعية الرئوية مسببة أعراضًا مثل ألم الصدر، ضيق التنفس، تسارع ضربات القلب، السعال الدموي أو الإغماء. وتُعد هذه الحالة طارئة تستلزم تدخلاً طبيًا فوريًا.

أما جلطات القلب، فتحدث نتيجة انسداد الشريان التاجي المغذي لعضلة القلب، ما يؤدي إلى نوبة قلبية. وتشمل العلامات ألمًا شديدًا في الصدر يمتد إلى الفك أو الذراع اليسرى، مع تعرق وغثيان وضعف عام.

جلطات الدماغ وأعراضها

تُعتبر جلطة الدماغ من أخطر أنواع الجلطات، إذ تؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى مناطق حيوية من المخ، وقد ينتج عنها سكتة دماغية أو فقدان للوعي، وتشمل الأعراض صداعًا مفاجئًا وشديدًا، ضعفًا أو شللاً في جانب واحد من الجسم، اضطراب الرؤية، صعوبة في الكلام أو فهم الآخرين، وتغيرات مفاجئة في الشخصية أو الوعي.

ما الذي يجب فعله عند الاشتباه في الجلطة؟

ينصح الأطباء بعدم تجاهل أي من علامات الجلطة الدموية، مهما بدت بسيطة، لأن التدخل المبكر يُنقذ الحياة، يجب التواصل مع الطبيب فورًا أو التوجه إلى قسم الطوارئ إذا ظهرت أعراض مثل ألم حاد في الساق، أو ضيق تنفس مفاجئ، أو ألم في الصدر.

كما يُوصى بإجراء فحوصات تشخيصية مثل الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية لتحديد مكان الجلطة ونوعها، يليها بدء العلاج بمضادات التجلط التي تمنع نمو الجلطة أو انتقالها إلى أعضاء أخرى.

الوقاية من الجلطات

للحد من خطر الإصابة، يُنصح بالحفاظ على نمط حياة صحي يعتمد على الحركة المنتظمة، وشرب الماء بكثرة، والامتناع عن التدخين، مع متابعة الطبيب في حالة وجود أمراض مزمنة كالقلب أو السكري، كما يُوصى باستخدام الجوارب الضاغطة لمن يعانون من ضعف الدورة الدموية في الساقين.

إن التعرف المبكر على علامات الجلطة الدموية واتخاذ الإجراء الطبي السريع يمكن أن ينقذ حياة المريض ويمنع المضاعفات الخطيرة، فالوعي بالأعراض، والمتابعة الطبية المنتظمة، والوقاية هي خطوط الدفاع الأولى ضد أحد أكثر الحالات الطبية خطورة في العصر الحديث.