”مليشيا الحوثي تسرق كابلات الاتصالات… والضحية: كل أسرة في المحويت!”

في مشهدٍ يعكس عمق الانهيار المؤسسي والانفلات الأمني في مناطق سيطرتها، أقدمت عناصر تابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية الرجم بمحافظة المحويت على اقتلاع كابلات خطوط الاتصالات العامة، ليس من أجل صيانة أو إصلاح، بل لسرقتها وبيع نحاسها في الأسواق المحلية كسلعةٍ تجارية رخيصة.
ووفق ما أفاد به ناشطون محليون، فإن الحادثة لم تمر مرور الكرام، إذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم يوثّق لحظة تنفيذ الجريمة، حيث ظهرت عناصر المليشيا وهم يمضغون القات بمنتهى الاستهتار، بينما يجتثّون الكابلات التي تشكّل العمود الفقري لخدمات الاتصال والإنترنت في المنطقة.
ويصف شهود عيان المشهد بأنه "رمزٌ حيّ للفساد الممنهج"، إذ لم يعد الهدف من وجود هذه العصابات المسلحة حماية المواطنين أو تأمين الخدمات، بل تحويل كل ما هو عام إلى مصدرٍ للربح الشخصي، حتى لو كلف ذلك حرمان آلاف الأسر من وسائل التواصل الأساسية.
وأكد مواطنون في المديرية أن عملية السرقة أدت إلى شلل تام في شبكة الاتصالات وانقطاع كامل لخدمة الإنترنت، ما عطّل مصالح الأهالي، وعزلهم عن العالم الخارجي، وحرّم طلابهم من فرص التعلم عن بُعد، وعرقل عمل المؤسسات الصغيرة التي تعتمد على الإنترنت في إدارة أعمالها.
والأدهى من ذلك، بحسب مصادر محلية، أن مثل هذه الانتهاكات تتم بغياب تام لأي رقابة أو محاسبة، ما يشجّع المليشيا على التمادي في نهب ما تبقى من بُنية تحتية هشّة. ويُشير هؤلاء إلى أن مليشيا الحوثي لم تعد تكتفي بفرض الضرائب والرسوم التعسفية، بل حولت المؤسسات العامة إلى "مناجم مفتوحة" للنهب المنظم، حيث لا يُستثنى منها حتى أبسط مكوّنات البنية التحتية التي تمثّل شريان الحياة للمواطنين.
وفي ظل استمرار هذا النزيف اليومي للموارد الوطنية، يزداد وضع السكان في المحويت سوءًا، إذ يعيشون تحت وطأة الفقر المدقع، وانقطاع الخدمات الأساسية، وسط صمتٍ دولي يُخشى أن يُفسّر كضوءٍ أخضر لاستمرار هذه الممارسات الإجرامية التي لا تقل خطورةً عن الانتهاكات العسكرية التي ترتكبها المليشيا في جبهات القتال.
الجريمة في الرجم ليست استثناءً، بل جزءٌ من نمطٍ ممنهج: نهب اليوم، وبيع الغد، وحرمان الشعب من حقّه في الحياة الكريمة.