• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

استقرت أسعار النفط العالمية اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 بالقرب من مستوى 62 دولارًا للبرميل، بعد تراجع حاد في جلسة أمس الثلاثاء، حيث هبط خام برنت إلى أدنى مستوياته منذ خمسة أشهر، متأثرًا بتجدد المخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب التوقعات بارتفاع كبير في المعروض النفطي خلال العام المقبل.

خام برنت يتراجع.. ووكالة الطاقة تحذر من فائض 4 ملايين برميل يوميًا

تداول خام برنت القياسي اليوم عند 62 دولارًا للبرميل، بعد تراجع بنسبة 1.5% في الجلسة السابقة، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى ما دون 59 دولارًا للبرميل.

وكشفت وكالة الطاقة الدولية عن توقعات بوجود فائض في المعروض العالمي يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا في عام 2024، بزيادة 20% عن التقديرات السابقة، الأمر الذي أثار مخاوف من تخمة في السوق قد تضغط على الأسعار في الأشهر المقبلة.

أوبك+ تواصل زيادة الإنتاج.. والضغوط تزداد على الأسعار

يأتي هذا التوقع في ظل استمرار تحالف "أوبك+" في ضخ المزيد من الإنتاج بهدف استعادة الحصة السوقية التي خسرها لصالح المنتجين المستقلين، ما يضيف مزيدًا من الضغوط على السوق ويهدد بزيادة الفائض العالمي.

ويقول محللون إن هذا النهج، إلى جانب زيادة الإمدادات الأمريكية، يُمهّد لما وصفوه بـ"مرحلة إعادة التسعير" التي قد تدفع أسعار خام برنت إلى أقل من 60 دولارًا في الأسابيع المقبلة.

التوتر التجاري بين أمريكا والصين يزيد المخاوف

تفاقمت التوترات بين واشنطن وبكين بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول احتمال وقف تجارة زيوت الطهي مع الصين، ما اعتُبر خطوة تصعيدية جديدة في النزاع التجاري المتجدد.

وردّت الصين بفرض عقوبات على شركات شحن أميركية وكورية جنوبية، وهو ما زاد من قلق المستثمرين بشأن مستقبل الطلب العالمي على النفط، خاصة إذا أثّر ذلك على نمو الاقتصاد العالمي.

تصريحات أمريكية تهدئ الأسواق جزئيًا

رغم التصعيد، صدرت إشارات تهدئة من الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير، الذي توقع انحسارًا تدريجيًا في التوترات التجارية خلال الفترة المقبلة، عقب جولة مفاوضات إيجابية بين البلدين، مما ترك المجال مفتوحًا أمام احتمالات عودة الاستقرار.

خبراء: السوق يدخل مرحلة "كونتانغو".. ومؤشرات على تراجع الطلب الفوري

أظهرت مؤشرات سوق النفط تحوّلًا في الهيكل السعري، حيث انقلب الفارق بين العقود القريبة والبعيدة إلى "كونتانغو"، وهي حالة تعني أن الأسعار الآجلة أعلى من الفورية، وتشير عادةً إلى توقع وفرة في المعروض وانخفاض في الطلب الفوري.

هل يمكن أن يدعم الفيدرالي أسعار النفط؟

في المقابل، قد تتلقى أسعار النفط دعمًا مؤقتًا من السياسة النقدية الأمريكية، حيث لمح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى إمكانية خفض سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية في وقت لاحق من الشهر، بهدف دعم الاقتصاد العالمي.

خفض الفائدة قد يؤدي إلى ضعف الدولار الأميركي، مما يجعل السلع المقوّمة بالدولار، مثل النفط، أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، وبالتالي يعزز من فرص استقرار الأسعار على المدى القصير.

توقعات السوق: تقلبات حادة في الأفق

يرى محللون أن الضغوط المزدوجة الناتجة عن تخمة المعروض من جهة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية من جهة أخرى، تجعل سوق النفط أكثر عرضة لتقلبات قوية في الفترة المقبلة.

وأكدوا أن أي تصعيد تجاري إضافي بين الصين وأمريكا قد يدفع الأسعار إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل، في حين أن أي تقدم في المحادثات أو دعم نقدي إضافي قد يساعد في الحفاظ على الأسعار ضمن نطاق أكثر استقرارًا.