صورة جديدة لجثمان يحيى السنوار تشعل جدلا سياسيا وإعلاميا بعد عام على اغتياله

عاد الجدل مجددا حول شخصية القائد السابق لحركة حماس يحيى السنوار بعد أن نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي صورة جديدة قال إنها التُقطت عقب اغتياله في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ورغم مرور عام كامل على الإعلان عن مقتله، فإن إعادة نشر الصورة في هذا التوقيت أثارت تساؤلات حول أهداف الجيش من استحضار الحادثة وإعادة استخدامها كورقة دعائية، ويبدو أن الصورة لا تُعرض بوصفها مجرد توثيق عابر، بل كأداة لإبراز ما تعتبره إسرائيل "نصرا استراتيجيا" في حربها على حماس.
خلفية نشر الصورة وتوقيتها
من المهم التوقف عند ملابسات توقيت نشرها، حيث جاء ذلك مع اقتراب الذكرى الأولى لمقتل السنوار، ويشير مراقبون إلى أن اختيار هذا التوقيت لم يكن اعتباطيا، بل جاء في إطار محاولة لإعادة تثبيت صورة التفوق العسكري الإسرائيلي بعد أشهر من الانتقادات الداخلية وجاءت الصورة لتُظهر تواجد أبرز قادة الجيش الإسرائيلي حول الجثمان، وهو ما يكشف نية متعمدة لإرسال رسالة معنوية متعددة الاتجاهات ومن أبرز ما ورد حول الصورة:
-
تم التقاطها في 17 أكتوبر 2024 بعد يوم واحد من الإعلان الرسمي عن مقتله
-
ظهرت فيها شخصيات عسكرية بارزة كانت ضمن قيادة الحرب على غزة
-
من المقرر عرضها في معرض عسكري بتل أبيب ضمن قسم خاص بالعمليات التي استهدفت قادة حماس
من هو يحيى السنوار بالنسبة لإسرائيل وحماس؟
قبل الحديث عن ردود الفعل لا بد من التذكير بالمكانة التي كان يشغلها السنوار داخل معادلة الصراع، فهو ليس مجرد قائد ميداني، بل يمثل بالنسبة لإسرائيل أحد أخطر الشخصيات التي واجهتها منذ سنوات، في حين تعتبره قواعد حماس رمزا للمقاومة والصمود ولذلك جاء الاهتمام بالشخصية من الطرفين بشكل متفاوت للأسباب الآتية:
-
أمضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنه في صفقة 2011
-
تولى القيادة الميدانية والسياسية في غزة بعد صعوده داخل صفوف الحركة
-
تتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر 2023
-
كان بحسب تقديرات إسرائيل يعيش داخل شبكة أنفاق معقدة في غزة
الخطاب الاحتفالي لأفيخاي أدرعي
بالتزامن مع نشر الصورة، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي برسالة وصفها كثيرون بأنها الأكثر حدة منذ بداية الحرب. استخدم فيها لغة احتفالية اعتبرها البعض استفزازية، فيما رأى آخرون أنها محاولة لاستثمار ذكرى الاغتيال لتعزيز صورة الردع وقبل استعراض مضمون رسالته، تجدر الإشارة إلى أن أسلوب خطابه كان أقرب إلى البيانات التعبوية، حيث تضمنت تصريحاته ما يلي:
-
وصف اغتيال السنوار بأنه "تحرير للبشرية من الشر"
-
أشاد بدور الجيش الإسرائيلي معتبرا أنه "حمل راية الإنسانية"
-
تحدث عن "كتابة فصول من النصر بدماء الجنود"
-
أنهى رسالته بعبارات هجومية صريحة ضد السنوار
الجثمان بين الملفات العالقة والرفض الإسرائيلي
رغم الحديث عن صفقات تبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، فإن قضية جثمان السنوار وشقيقه محمد بقيت خارج أي مفاوضات، وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن احتفاظ الجيش بالجثامين قرار استراتيجي أكثر منه إجراء مؤقت ولفهم هذا القرار بشكل أوضح، يمكن تلخيص الموقف الإسرائيلي في النقاط التالية:
-
لا نية لإدراج جثماني السنوار ضمن أي اتفاق تبادل
-
القضية تشمل أيضا القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي استُبعد من المفاوضات الجارية
-
الهدف من الاحتفاظ بالجثامين هو استخدامها كورقة ضغط مستقبلا وليس كملف إنساني
تظهر هذه الواقعة أن الحرب بين إسرائيل وحماس لا تُخاض فقط بالسلاح، بل بالصور والخطابات والرموز أيضا فصورة واحدة قد تستخدم لتثبيت رواية، أو لإحياء معركة معنوية، أو لتهيئة الرأي العام لجولة جديدة من التصعيد.