الخميس 16 أكتوبر 2025 07:59 مـ 24 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

المدرب الشخصي لعبدالملك الحوثي.. من هو ”يوسف المداني” رئيس الأركان الجديد للحوثيين بعد مقتل الغماري؟

الخميس 16 أكتوبر 2025 09:04 مـ 24 ربيع آخر 1447 هـ
يوسف المداني إلى جانب الغماري
يوسف المداني إلى جانب الغماري

عيّنت جماعة الحوثي، اليوم الخميس، القيادي العسكري البارز يوسف حسن إسماعيل المداني رئيسًا لهيئة الأركان العامة في وزارة الدفاع التابعة لها، خلفًا للواء محمد عبدالكريم الغماري الذي أعلنت الجماعة مقتله رسميًا في غارة جوية إسرائيلية سابقة - استهدفته خارج صنعاء - ، إلى جانب نجله حسين (16 عامًا) وعدد من مرافقيه.

المداني، المعروف داخل الجماعة بلقب "أبو حسين"، ينحدر من محافظة حجة، لكنه نشأ في صعدة، حيث انخرط مبكرًا في المحاضن الفكرية والعسكرية للحوثيين، ويُعد من أوائل من تلقوا تدريبات عقائدية وعسكرية في إيران ولبنان، وشارك في تأسيس البنية العسكرية للجماعة منذ أكثر من عقدين.

منذ أبريل 2017، تولّى المداني قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، التي تشمل أربع محافظات هي الحديدة، حجة، ريمة، والمحويت، ويُشرف على إدارتها عسكريًا وأمنيًا، بما في ذلك القوات البحرية والدفاع الساحلي وخفر السواحل، إلى جانب العمليات البحرية والتهريب والتصنيع الحربي وتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة. وتصفه الجماعة بـ"حارس البحر الأحمر" و"قنّاص السفن".

كما يُعد المداني أحد أبرز أعضاء اللجنة الأمنية والعسكرية العليا التي شكّلتها الجماعة عقب اجتياح صنعاء في 2015، ويُصنّف ضمن التيار العقائدي "الهاشمي الجهادي"، وله تأثير مباشر على تعيين المشرفين العسكريين في الجبهات.

يرتبط المداني بصلة مصاهرة مباشرة بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، حيث تزوج من ابنة شقيقه (حسين الحوثي)، ما عزز نفوذه داخل الدائرة القيادية العليا. وتشير تقارير إلى أن مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي كان يهيئه لخلافته، وأرسله إلى إيران عام 2002 لتلقي تدريبات مكثفة على يد الحرس الثوري، قبل أن يعود ويشارك في الحرب الأولى ضد الجيش اليمني عام 2004.

بعد مقتل حسين الحوثي، طلب المداني من بدر الدين الحوثي أن يعلنه زعيمًا للجماعة، إلا أن الأخير رفض، ووجّه المداني لتدريب عبدالملك الحوثي على القيادة، وهو ما شكّل لاحقًا ملامح "الهيكل الجهادي" للجماعة.


المداني يُعرف داخل الجماعة بلقب "مهندس الحروب"، نظرًا لدوره في إعادة هيكلة القوات بعد كل هزيمة، وقيادته لجبهات حرض وميدي والحديدة. كما يُعد همزة وصل إلى جانب الغماري، بين الجماعة والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وشارك في لقاءات تنسيقية مع قاسم سليماني قبل مقتله.

دوليًا، أدرجه مجلس الأمن في قائمة العقوبات عام 2021، وصنّفته الولايات المتحدة كإرهابي دولي في نفس العام، ويحتل المرتبة الثامنة في قائمة المطلوبين التي أعلنها التحالف العربي، مع مكافأة تصل إلى 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. كما صدر بحقه حكم بالإعدام من القضاء العسكري في مأرب، ويخضع للمحاكمة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن.

تعيين المداني في هذا المنصب الحساس يعكس توجهًا أكثر تشددًا داخل جماعة الحوثي، خاصة بعد مقتل الغماري الذي كان يراه البعض يحظى بنوع من البراغماتيته في إدارة الجبهات، ما يفتح الباب، ربما، أمام مرحلة أكثر تصعيدًا في العمليات العسكرية للجماعة.

موضوعات متعلقة