الحوثيون يتّهمون منظمات أممية بالتجسس و”التعاون” مع إسرائيل لاستهداف ”حكومة صنعاء الموازية”

في تصعيد خطير يهدّد بتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وجّه زعيم مليشيا الحوثيين عبد الملك الحوثي اتهامات صريحة لمنظمتين دوليتين – هما برنامج الأغذية العالمي واليونيسف – بالتورط في "عمليات تجسس" ساهمت، وفق روايته، في استهداف ما وصفه بـ"الحكومة الموازية" في صنعاء على يد طيران إسرائيلي أواخر أغسطس الماضي.
جاء ذلك خلال الكلمة الأسبوعية التي ألقاها الحوثي اليوم، والتي خصّص جزءًا كبيرًا منها لتسليط الضوء على ما وصفه بـ"الخلايا التجسسية الخطيرة" التي، بحسب قوله، "تنشط تحت غطاء العمل الإنساني"، مشيرًا إلى أن "من أخطر الخلايا التي نشطت هي من المنتسبين لمنظمات تعمل في المجال الإنساني، ومن أبرزها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف".
وزعم الحوثي أن هذه الخلايا "تحتمي بالانتساب إلى المنظمات الإنسانية، وتجعل من ذلك غطاء لنشاطها العدواني الخطير"، مؤكدًا أن "الدور الأساسي في رصد الاجتماع الذي استُهدف كان لخلية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، على رأسها مسؤول الأمن والسلامة لفرع البرنامج في اليمن".
وأشار الحوثي إلى أن الهدف من الاستهداف الإسرائيلي، الذي وقع نهاية أغسطس الماضي، كان "منتحل صفة رئيس الحكومة أحمد غالب الرهوي وعدد من رفاقه منتحلي صفة الوزراء"، مضيفًا أن "الغارة أسفرت عن إصابة عدد آخر منهم".
ولم يقدّم الحوثي أي أدلة ملموسة تدعم اتهاماته، التي تأتي في سياق تصاعد التوتر بين جماعته والمجتمع الدولي، لا سيما المنظمات الأممية التي تقدم مساعدات إنسانية حيوية لملايين اليمنيين المتضررين من الحرب المستمرة منذ عقد.
ومن جهتها، لم تصدر أي منظمة دولية تعليقًا فوريًّا على هذه الاتهامات حتى لحظة نشر هذا الخبر، لكن مصادر دبلوماسية في صنعاء أعربت عن "قلق بالغ" من تداعيات مثل هذه التصريحات، محذّرة من أنها قد تُستخدم ذريعة لتقييد أو منع عمل المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة.
ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها قد تُعقّد جهود الإغاثة في اليمن، حيث يعتمد نحو 21 مليون شخص – أي أكثر من ثلثي السكان – على المساعدات الإنسانية للبقاء، وفق تقديرات الأمم المتحدة.