الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 12:00 صـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحوثيون يحرّمون الآيفون على الشعب... لكن أبناؤهم لا يستطيعون العيش من دونه!

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 12:50 صـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
ابن قياد حوثي
ابن قياد حوثي

أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع في الأوساط اليمنية والعربية موجة سخرية عارمة، بعد أن كشف تناقضًا صارخًا بين الخطاب العدائي الذي ترفعه جماعة الحوثي ضد الولايات المتحدة، وسلوك بعض أبنائها الذين يعيشون في رفاهية ويستخدمون منتجات أمريكية فاخرة.

216.73.216.162

الفيديو، الذي التُقط في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، يظهر شابًا يُعتقد أنه نجل أحد المشرفين الحوثيين البارزين القادمين من معقل الجماعة في محافظة صعدة، وهو يحاول إخفاء هاتفه الذكي من نوع "آيفون" — أحد أبرز رموز الصناعة الأمريكية — أثناء تصويره. لكن المصوّر، الذي يبدو مدركًا للتناقض، باغته بسؤال ساخر: "أين المقاطعة يا أصحاب صعدة؟ أنتم تقولون 'الموت لأمريكا'!".

رد الشاب، في لحظة ارتباك واضحة، بعبارة سريعة أصبحت مادة دسمة للسخرية على منصات التواصل الاجتماعي: "المقاطعة في القلب". العبارة، التي حاول بها التبرير، لم تُخفِ التناقض بل كشفته أكثر، وأثارت موجة من الغضب والسخرية في آنٍ واحد، خاصة في ظل المعاناة اليومية التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين، من فقرٍ وانهيار اقتصادي وانعدام الخدمات الأساسية.

الفيديو، الذي لم يُعرف مصدره بدقة، سرعان ما تحوّل إلى رمزٍ لانتقادات واسعة تستهدف الجماعة، إذ رآه ناشطون وحقوقيون دليلاً جديدًا على ما وصفوه بـ"المتاجرة بالشعارات الدينية والسياسية". وقال أحد المعلقين: "في حين يُحرّم الحوثيون على المواطنين استخدام أي منتج أمريكي، نجد أبناء قادتهم ينعمون بأحدث التقنيات الغربية، وكأن 'الموت لأمريكا' شعارٌ يُستخدم فقط لتعبئة البسطاء ودفعهم إلى الجبهات".

ولم يكن هذا المشهد الأول من نوعه. فقد تداول ناشطون خلال الأشهر الماضية صورًا وفيديوهات توثّق استخدام قيادات حوثية — وأبنائهم — لهواتف "آيفون"، وسيارات دفعٍ رباعي فاخرة من ماركات أمريكية وبريطانية، وارتيادهم أماكن ترفيهية خارج اليمن، في تناقض صارخ مع خطاب الكراهية والمقاطعة الذي يروّجون له في خطبهم وفعالياتهم الشعبية.

ويُنظر إلى هذه الممارسات على أنها جزء من نمط أوسع من النفاق السياسي، حيث تُستخدم الخطابات العدائية كأداة للتعبئة الأيديولوجية، بينما ينعم النخبة الحاكمة — أو ما يُطلق عليهم "المشرفون" — بامتيازات لا يراها المواطن العادي. وفي ظل انهيار الوضع المعيشي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي وانهيار العملة المحلية، يزداد الغضب الشعبي من هذا التناقض الفج بين القول والفعل.

الفيديو، رغم بساطته، فتح الباب أمام نقاش أوسع حول مصداقية الخطاب الحوثي، ومدى التزامه بالمبادئ التي يدّعي الدفاع عنها. وربما يكون السؤال الأهم الذي يطرحه المشهد: هل "الموت لأمريكا" مجرد شعارٍ للاستهلاك المحلي، أم مبدأ حقيقي يُطبّق حتى في أبسط تفاصيل الحياة؟