”ذهب يطلب الرزق... فعاد جثمانًا”: مأساة جديدة تُدمي قلوب أهالي البيضاء

في حادثة مأساوية جديدة تُلخّص معاناة آلاف اليمنيين المُجبرين على المخاطرة بأرواحهم بحثًا عن لقمة عيشٍ كريمة، لفظ الشاب اليمني الصالحي المشدلي أنفاسه الأخيرة أثناء محاولته العبور عبر الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وفاته، التي وقعت في ظروف غامضة لم تُكشف تفاصيلها بعد، تُعدّ إضافة مؤلمة إلى سلسلة طويلة من المآسي التي تطال أبناء محافظة البيضاء، حيث يدفع الكثيرون من شبابها حياتهم ثمنًا للفقر المدقع وانعدام فرص العمل في مناطقهم.
216.73.216.162
وبحسب مصادر محلية مطّلعة، فإن الفقيد الصالحي المشدلي، أحد أبناء منطقة آل الصالحي – آل عمر بن سالم – آل مشدل في محافظة البيضاء، كان يسعى للوصول إلى الأراضي السعودية عبر طرق التهريب المعروفة، آملاً في إيجاد فرصة عمل تُعينه على إعالة أسرته. إلا أن القدر كان أسرع، ففارق الحياة في منطقة حدودية نائية، تاركًا وراءه أحلامه وذويه الذين يعيشون اليوم حالة من الحزن العميق والغضب الصامت.
وقد انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مناشدات وتعازي من أهالي المنطقة، وصفوا فيها الفقيد بأنه "شهيد لقمة العيش"، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث لم تعد استثناءً بل أصبحت واقعًا مريرًا يعيشه شباب البيداء يوميًا. وكتب أحد الأقارب: "ذهب يطلب الرزق، فعاد جثمانًا... متى يُنصف هؤلاء؟".
ويأتي هذا الحادث المفجع بعد أقل من 24 ساعة فقط من مقتل شاب آخر من ذات المحافظة، الخضيري البيضاني، الذي لقي مصرعه في مدينة خميس مشيط السعودية على يد مُهرّب سعودي، إثر خلاف بسيط نشب بينهما داخل منزل المهرب، بعد أن وصل الشاب إلى هناك عبر شبكة تهريب بحثًا عن عمل. تلك الحادثة، التي أثارت غضبًا واسعًا في الأوساط الشعبية، تُظهر مدى هشاشة وضع المهاجرين غير النظاميين، وافتقارهم لأدنى مقوّمات الحماية والحقوق الإنسانية.
وتُشير تقارير حقوقية محلية ودولية إلى أن مئات اليمنيين، خصوصًا من المحافظات الجنوبية والوسطى مثل البيضاء، يسلكون طرق التهريب كل شهر، معرضين أنفسهم لمخاطر الاختطاف، والقتل، والاستغلال، في ظل غياب الحلول الاقتصادية والاجتماعية التي تُمكّنهم من البقاء في ديارهم بكرامة.