الإثنين 13 أكتوبر 2025 11:35 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

بسطاءٌ صنعوا المجد: كشفٌ جديد عن أسماء قادة جبهة فحمان في شرارة ثورة 14 أكتوبر المجيدة

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 12:01 صـ 22 ربيع آخر 1447 هـ
القيادات
القيادات

في مشهدٍ يعيد إحياء ذاكرة الكفاح الوطني، تداول ناشطون ومؤرخون يمنيون قائمةً تاريخيةً تضم أسماء مجموعة من الأبطال والقادة الذين وقفوا صفاً واحداً في جبهة فحمان بمنطقة دثينة، في بدايات عام 1964م، إيذاناً بانطلاقة الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد الاستعمار البريطاني.

216.73.216.162

وتشكل هذه القائمة وثيقةً نادرةً تُلقي الضوء على وجوهٍ قياديةٍ لعبت أدواراً محورية في تشكيل الوعي الثوري وتنظيم المقاومة المسلحة في واحدة من أكثر الجبهات تقدماً آنذاك. فجبهة فحمان، الواقعة في منطقة دثينة، لم تكن مجرد موقع عسكري فحسب، بل كانت رمزاً للتلاحم الوطني والوحدة الثورية التي جمعت بين أبناء الجنوب في مواجهة المحتل.

ومن بين الأسماء البارزة التي وردت في القائمة:

  • الرئيس علي ناصر محمد، الذي أصبح لاحقاً أحد أبرز رموز العمل السياسي والثوري في الجنوب.
  • محمد ناصر الجعري، القائد الميداني الذي عُرف بشجاعته وحنكته التنظيمية.
  • محمد علي هيثم، أحد أركان الحركة الثورية وصانعي القرار في مراحلها الأولى.
  • ناصر علوي السقاف، الذي ساهم في تأسيس البنية التنظيمية للثورة على الأرض.
  • عبدالله محمد العبيدي، المعروف بتفانيه في العمل الميداني والسياسي.
  • صالح محمد الجعدي، الذي وقف في خط المواجهة الأول مع رفاقه.
  • علوي السقاف، الذي شارك بفعالية في تأمين الجبهة وتعبئة المقاتلين.

ومن أبرز ما كشفت عنه القائمة، هو تواجد الصحفي المصري الراحل مكرم محمد أحمد ضمن هذه المجموعة في تلك الفترة، ما يُعد شاهداً حياً على الدعم الإعلامي والقومي الذي حظيت به الثورة اليمنية من أشقائها العرب، خصوصاً في مرحلتها التأسيسية. فقد كان لمكرم – الذي لُقّب لاحقاً بـ"عميد الصحافة العربية" – دورٌ في نقل صوت الثورة وقضيتها العادلة إلى الرأي العام العربي، مُساهماً في تشكيل وعي إقليمي بمشروع التحرر الوطني في جنوب اليمن.

ويُجمع المؤرخون على أن جبهة فحمان في دثينة كانت إحدى المحطات التاريخية الفاصلة، حيث تجلّى فيها التلاحم بين القيادة والمقاتلين، وتمّ فيها صياغة أولى تجارب التنظيم الثوري الميداني. وقد شكّلت هذه الجبهة حاضنةً استراتيجيةً مهّدت الطريق أمام سلسلة من الانتصارات التي تُوّجت باستقلال جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967م، ليُكتب بذلك فصلٌ مجيدٌ من فصول النضال ضد الاستعمار.

ويأتي تداول هذه القائمة اليوم في سياق جهودٍ واسعة لتوثيق الذاكرة الوطنية، وترسيخ أدوار من صنعوا الاستقلال بدمائهم ووعيهم، في محاولةٍ لاستعادة الرواية التاريخية من منظورٍ وطنيٍّ خالص، بعيداً عن التشويه أو النسيان.

موضوعات متعلقة