• الرئيسية
• المشهد اليمني

أعلنت جماعة الحوثي رسميًا، اليوم الخميس، مقتل اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها، في غارة جوية إسرائيلية سابقة لتطوي بذلك صفحة أحد أبرز القادة العسكريين في صفوف الجماعة منذ تأسيسها.

الغماري، المولود في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة شمال غرب اليمن، يُعد من أوائل القيادات الميدانية التي التحقت بجماعة الحوثي، ورافق زعيمها عبد الملك الحوثي في مراحل الحرب الثانية والثالثة أثناء تنقله المتخفي في صعدة، قبل أن يتولى مناصب قيادية في الحديدة وصنعاء.

في ديسمبر 2016، عُيّن الغماري رسميًا رئيسًا لهيئة الأركان العامة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، ليصبح القائد الفعلي والميداني للجماعة، والذراع العسكرية الأقرب لعبد الملك الحوثي، حيث أوكلت إليه مهام إدارة العمليات العسكرية في مختلف الجبهات، بما في ذلك الهجمات العابرة للحدود.

وُصف الغماري داخل الجماعة بأنه "صاحب الكلمة الأولى" في الشأن العسكري، وكان يشرف على التخطيط والتنفيذ للعمليات القتالية، كما لعب دورًا محوريًا في التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وفقًا لتقارير استخباراتية غربية، وتلقى تدريبات عسكرية وعقائدية في الضاحية الجنوبية لبيروت، شملت بناء منظومات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

في يونيو 2025، كشفت تقارير إسرائيلية عن محاولة استهداف الغماري خلال اجتماع سري للمجلس العسكري الأعلى في صنعاء، قبل أن تعلن وسائل إعلام عبرية في أغسطس مقتله في غارة جوية استهدفت موقعًا عسكريًا خارج العاصمة صنعاء. ورغم نفي جماعة الحوثي حينها، عادت في 16 أكتوبر (اليوم الخميس) لتؤكد وفاته رسميًا، دون تحديد زمان أو مكان الغارة، مكتفية بالإشارة إلى أنه قُتل مع عدد من مرافقيه ونجله حسين (13 عامًا).

الغماري كان مسؤولًا عن إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ باتجاه دول الجوار، ما دفع تحالف دعم الشرعية لتصنيفه في نوفمبر 2017 ضمن قائمة المطلوبين الحوثيين دوليًا، نظرًا لدوره في العمليات الهجومية التي استهدفت منشآت مدنية وعسكرية خارج اليمن.

ويُعد إعلان مقتله من أكبر الضربات التي طالت الصف القيادي العسكري للحوثيين منذ بدء التصعيد الإقليمي في البحر الأحمر أواخر 2023. وقد خلفه في المنصب اللواء يوسف حسن إسماعيل المداني، أحد أبرز القيادات العقائدية في الجماعة.