سياسي يمني يُحمّل هادي والاشتراكي والانتقالي مسؤولية تمزيق الشمال لصالح مشروع انفصالي جنوبي

في تصعيدٍ لافت يعكس تصاعد التوترات السياسية بين القوى اليمنية، شنّ السياسي اليمني، عبدالناصر المودع، هجومًا لاذعًا على الرئيس السابق عبده ربه منصور هادي، والحزب الاشتراكي اليمني، والمجلس الانتقالي الجنوبي، متهمًا إياهم بتنفيذ مخطّط منهجي يهدف إلى تفكيك الشمال لتسهيل قيام ما وصفه بـ"دولة الجنوب المتوهّمة".
وجاء تصريح المودع رداً على تصريحات حديثة للواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التي ألمح فيها إلى إمكانية "ضمّ بعض المحافظات الشمالية" إلى كيان جنوبي مستقبلي، وهو ما اعتبره المودع ليس مجرد "زلّة لسان"، بل "تعبيرًا صريحًا عن ذهنية انفصالية عميقة"، ترى أن طريق الانفصال لا يمرّ فقط بفصل الجنوب، بل بـ"تمزيق الشمال أولًا".
وقال المودع في بيانٍ صحفي:
"حديث الزبيدي الأخير حول ضم بعض المحافظات الشمالية إلى ما يسميه 'دولة الجنوب' المتوهمة، ليس زلة لسان ولا اجتهادًا شخصيًا، بل هو تعبير صريح عن ذهنية انفصالية عميقة ترى أن طريق الانفصال يمر عبر تمزيق الشمال أولًا".
وأضاف أن هذه الذهنية "تعمل بمنهج 'فرّق تسد'، وتؤمن أن الجنوب لا يمكن أن ينفصل ما لم يتحول الشمال إلى ركام من الصراعات المذهبية والمناطقية"، مؤكدًا أن هذا النهج ليس وليد اللحظة، بل يمتدّ جذوره إلى عقود مضت.
وحمّل المودع الحزب الاشتراكي مسؤولية تغذية الانقسامات داخل الشمال قبل حرب 1994، مشيرًا إلى أن الحزب "فشل في تنفيذ أجندته آنذاك بعد هزيمته في الحرب"، لكنه عاد لاستغلال الفراغ السياسي الذي خلفه سقوط نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، حيث "أصبح لدى الاشتراكي فرصة جديدة لإحياء خططه القديمة".
ووصف الرئيس السابق هادي بـ"الكارثة"، معتبرًا أنه "كان الأداة المثالية لتنفيذ تلك الخطط، لأنه كان مقتنعًا بها في خطوطها العريضة"، موضحًا أن من بين أبرز مظاهر هذا المخطط كان "تقوية الحوثيين وتمكينهم من السيطرة على ما يسمى بـ'الهضبة الزيدية'"، بهدف "ضمان انقسام الشمال إلى مناطق زيدية وشافعية"، ليغدو الشماليون "منشغلين بصراعاتهم الداخلية بدلًا من مواجهة مشاريع الانفصال".
وأشار المودع إلى أن تسليم صنعاء للحوثيين في سبتمبر 2014 لم يكن حدثًا عابرًا، بل "الحلقة الأخطر في تنفيذ هذا المخطط"، حيث قُدّمت العاصمة "بكل أريحية" إلى جماعة مسلحة تُستخدم كأداة لتفتيت النسيج الوطني.
وخلص المودع إلى القول:
"ومن بعد الحرب، أصبح هدف الانفصاليين هو الحفاظ على الحوثي مسيطرًا على أكبر جزء من الشمال، حتى يستكملوا تنفيذ مشروعهم دون مقاومة وطنية موحّدة".
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية تجاذبات سياسية وعسكرية معقدة، مع تصاعد الخطاب الانفصالي من قبل قوى جنوبية، وسط مخاوف واسعة من محاولات إعادة تفكيك الدولة اليمنية تحت ذرائع طائفية أو مناطقية، في ظل غياب رؤية وطنية جامعة لمستقبل البلاد.