سبيس إكس تطلق 21 قمراً صناعياً للاتصالات العسكرية الأمريكية ضمن مشروع فضائي ضخم

نفذت شركة سبيس إكس الأمريكية اليوم مهمة فضائية جديدة تمثلت في إطلاق 21 قمراً صناعياً للاتصالات للجيش الأمريكي من قاعدة فاندنبرج الفضائية بولاية كاليفورنيا، وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج وكالة تطوير الفضاء الأمريكية (SDA) الذي يهدف إلى بناء منظومة اتصالات متقدمة في المدار الأرضي المنخفض لتعزيز الاتصال الآمن بين القوات العسكرية حول العالم.
تعزيز شبكة النقل الفضائية العسكرية
ووفقاً لما أورده موقع “Space”، فإن عملية الإطلاق الأخيرة تُسهم في استكمال بناء “طبقة النقل من الشريحة 1” المعروفة باسم (T1TL)، وهي شبكة ضخمة تتكون من 126 قمراً صناعياً في المدار الأرضي المنخفض (LEO)، وتهدف هذه الشبكة إلى توفير تغطية عالمية للاتصالات الآمنة والمشفرة بشكل مستمر، ما يمثل نقلة نوعية في تكنولوجيا الاتصالات العسكرية الحديثة.
تعاون
بين شركات فضاء كبرى
تم تصنيع الأقمار الصناعية التي أطلقتها سبيس إكس بالتعاون مع عدد من الشركات الأمريكية الرائدة في مجال الفضاء، من بينها “يورك سبيس سيستمز” ومقرها كولورادو، وعملاق صناعة الطيران “لوكهيد مارتن”، إضافة إلى شركة “نورثروب جرومان” التي حصلت على عقد لتصنيع دفعة أخرى من أقمار الطبقة نفسها، وسيتم تزويد كل شركة بـ42 قمراً صناعياً، لتشكل مجتمعة منظومة الاتصالات التي تطمح وكالة SDA إلى إنشائها.
بنية فضائية متعددة الطبقات
وتُعد شبكة (T1TL) جزءاً من مشروع فضائي أوسع يُعرف باسم “وكالة قدرات الفضاء الوطنية الدائمة” (PWSA)، والتي تضم مئات الأقمار الصناعية موزعة على سبع طبقات رئيسية تشمل: الإدارة، الحراسة، الردع، الملاحة، تتبع الصواريخ، النقل، والدعم، وتهدف الوكالة إلى تحديث هذه الكوكبة الضخمة كل عامين، بما يضمن استمرار جاهزية الأقمار الصناعية وتطورها التقني.
نجاح هبوط الصاروخ وإعادة استخدامه
بعد حوالي ثماني دقائق ونصف من الإقلاع، نجحت المرحلة الأولى من صاروخ “فالكون 9” في الهبوط بأمان في المحيط الهادئ على متن منصة الإطلاق البحرية، في إنجاز متكرر يعكس خبرة سبيس إكس في إعادة استخدام الصواريخ، ويعد هذا الهبوط السابع للصاروخ المعزز ذاته، الذي سبق له تنفيذ رحلات عدة من بينها أول مهمة لطبقة (T1TL) في سبتمبر الماضي، وخمس مهام لإطلاق أقمار “ستارلينك” الخاصة بالإنترنت الفضائي.
مستقبل مشروع الاتصالات الفضائية
يواصل الصاروخ حالياً نقل الأقمار الصناعية الـ21 إلى مواقعها المدارية الدقيقة، في إطار مرحلة الإعداد النهائي لتفعيلها ضمن الشبكة، ورغم عدم إعلان تفاصيل نشر الأقمار حتى الآن، إلا أن وكالة تطوير الفضاء أكدت أن المشروع يسير وفق الجدول الزمني المخطط، مع توقعات ببدء التشغيل الفعلي للشبكة خلال العام المقبل، ما سيشكل تحولاً في قدرات الاتصالات العسكرية العالمية.