الثلاثاء 5 أغسطس 2025 12:32 مـ 11 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

إضراب عمال بوينج يهدد مستقبل مقاتلة ”إف-47” الأكثر فتكًا في التاريخ

الثلاثاء 5 أغسطس 2025 12:45 مـ 11 صفر 1447 هـ
إضراب عمال بوينج
إضراب عمال بوينج

بدأ إضراب عمال بوينج في مواقع تصنيع المقاتلات المتقدمة بولايات ميسوري وإلينوي، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لجدول إنتاج الطائرة الحربية "إف-47"، التي تُعتبر مشروعًا استراتيجيًا للولايات المتحدة. الإضراب، الذي شارك فيه أكثر من 3200 عامل، جاء نتيجة رفض اتفاقية عمل جديدة مدتها أربع سنوات اقترحتها إدارة الشركة.

وأكدت الرابطة الدولية للميكانيكيين وعمال الفضاء، التي تمثل العمال المضربين، أن القرار اتُخذ بعد مهلة أسبوعية لمراجعة الشروط، مشيرة إلى أن مطالب العمال تركزت على تأمين عقود تضمن الكرامة الوظيفية والسلامة المعيشية.

مطالب العمال تُهدد إنتاج المقاتلة "إف-47"

يمثل إضراب عمال بوينج تحديًا لبرنامج الطائرة "إف-47"، الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "أكثر الطائرات تقدمًا وفتكًا في التاريخ العسكري". وتكمن أهمية الطائرة الجديدة في كونها أول منافس فعلي لطائرات لوكهيد مارتن من طرازي "إف-22" و"إف-35"، ما ينهي احتكار الشركة الأخيرة لإنتاج المقاتلات الشبحية.

وقد أشارت التقارير إلى أن تسمية "إف-47" جاءت تلميحًا إلى كون ترامب الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة، مما زاد من اهتمام الإدارة الحالية بالمشروع.

موقف الشركة من الأزمة

أعرب دان جيليان، نائب رئيس بوينج والمدير العام لبرنامج "تفوق المجال الجوي"، عن خيبة أمله من نتائج التصويت، لافتًا إلى أن العرض تضمن زيادة متوسط الأجور بنسبة تصل إلى 40%. وأوضح أن الشركة فعّلت خطة طوارئ لضمان استمرارية العمل، رغم إضراب عمال بوينج.

من جانبه، صرح سام سيسينيلي، نائب رئيس الرابطة، بأن عمال بوينج يصنعون المعدات الحيوية للأمن القومي، ويستحقون عقودًا تليق بخبراتهم وتضحياتهم. وأضاف: "هؤلاء العمال ليسوا مجرد أرقام، بل هم العمود الفقري للأمن الأمريكي".

بوينج في قلب العواصف.. من الأزمات إلى الإضرابات

يأتي إضراب عمال بوينج في وقت تحاول فيه الشركة التعافي من سلسلة أزمات سابقة، أبرزها كارثتا تحطم طائرتين من طراز "737 ماكس" في عامي 2018 و2019، واللتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصًا. كما شهد يونيو 2025 حادثة مأساوية لطائرة "دريملاينر"، أودت بحياة 260 راكبًا، مما زاد الضغوط على إدارة الشركة.

ورغم هذه التحديات، أعلنت بوينج الأسبوع الماضي عن تقليص خسائرها إلى 611 مليون دولار خلال الربع الثاني من عام 2025، مقارنة بخسائر بلغت 1.4 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.

انعكاسات الإضراب على التفوق العسكري الأمريكي

يشكل إضراب عمال بوينج عائقًا أمام خطط تعزيز التفوق الجوي للولايات المتحدة، إذ تعتمد وزارة الدفاع على الطائرة "إف-47" لإحداث قفزة نوعية في قدراتها القتالية. ومع التأخير المحتمل، تزداد المخاوف من تأثير ذلك على الجاهزية العسكرية الأمريكية في ظل التوترات الدولية المتصاعدة.

مستقبل غامض ينتظر البرنامج الأهم في تاريخ بوينج

بينما تسعى إدارة بوينج لتجاوز إضراب عمال بوينج وتفعيل خطط الاستمرارية، يبقى مصير برنامج "إف-47" معلّقًا حتى الوصول إلى اتفاق جديد يُرضي الطرفين. وبين دعم سياسي غير مسبوق وضغوط نقابية متزايدة، تدخل الشركة واحدة من أكثر مراحلها حساسية في تاريخها الممتد.

موضوعات متعلقة