شركات الطيران الأمريكية تطالب بإنهاء الإغلاق الحكومي فورًا بسبب تهديدات خطيرة لقطاع الطيران
طالبت شركات الطيران الأمريكية السلطات في واشنطن بإنهاء الإغلاق الحكومي الذي دخل أسبوعه الثالث، محذّرة من أنه يُهدد قطاع الطيران الأمريكي بشكل غير مسبوق، وأوضحت الشركات أن استمرار الأزمة يعرض سلامة المسافرين ونظام النقل الجوي للخطر بسبب الضغوط المتزايدة على مراقبي الحركة الجوية الذين يواصلون العمل دون الحصول على رواتبهم.
وقال كريس سونونو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "شركات الطيران لأمريكا"، إن الوضع الحالي «لم يعد يُحتمل»، مشيرًا إلى أن المراقبين يعانون من ضغوط نفسية ومالية متزايدة مع غياب الحلول الحكومية.
ضغوط مالية تهدد المراقبين الجويين
أكد سونونو أن آلاف المراقبين الجويين يواجهون صعوبات مالية متصاعدة، وهو ما قد يؤثر على تركيزهم وكفاءة أدائهم، مما يزيد احتمالات وقوع أخطاء تشغيلية خطيرة، وأضاف أن الضغط المستمر قد يدفع البعض إلى الغياب عن العمل أو البحث عن وظائف بديلة، مما يُهدد بانهيار جزئي لمنظومة إدارة الحركة الجوية في البلاد.
وأشار إلى أن أكثر من 13 ألف مراقب جوي و50 ألف موظف في إدارة أمن النقل تلقوا رواتب جزئية فقط، محذرًا من أن توقف الرواتب بالكامل خلال الأسبوعين المقبلين سيزيد الأزمة سوءًا.
آلاف الرحلات تتأثر بالإغلاق
أفادت تقارير شركات الطيران الأمريكية بأن الأزمة أدت بالفعل إلى تأخير آلاف الرحلات الجوية في مطارات كبرى مثل نيويورك وشيكاغو وأتلانتا، وأشارت الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية إلى أن معدلات الغياب بين الموظفين ارتفعت بشكل ملحوظ منذ بداية الإغلاق، ما أدى إلى زيادة الضغط على العاملين المتبقين.
وطالبت رابطة الطيارين الأمريكية أيضًا بضرورة التحرك السريع لإنهاء الأزمة، مؤكدة أن استمرار الإغلاق الحكومي يهدد النظام الجوي الأمريكي بالكامل، خاصة في ظل التكدس في المطارات ونقص الكوادر الفنية.
تحذيرات من تداعيات عالمية
حذر سونونو من أن استمرار الوضع الراهن قد يُحدث تأثيرات اقتصادية عالمية، إذ تُعد الولايات المتحدة محورًا رئيسيًا لشبكات النقل الجوي الدولية، وأوضح أن أي خلل في النظام الأمريكي سينعكس على جداول الرحلات حول العالم، مما قد يؤدي إلى تعطيل التجارة والسياحة الدولية.
وأضاف أن الحل الأنسب في الوقت الحالي هو تمرير قرار تمويلي مؤقت لإعادة فتح الحكومة الأمريكية، حتى يتمكن المشرعون من مناقشة الملفات السياسية العالقة بعيدًا عن تأثير الإغلاق على القطاعات الحيوية.
ذكريات الإغلاق الحكومي لعام 2019
ذكّر سونونو بأن الولايات المتحدة عانت في عام 2019 من أطول إغلاق حكومي في تاريخها استمر 35 يومًا، تسبب في شلل شبه كامل لقطاع الطيران وتراجع أداء المراقبين الجويين بسبب انقطاع الرواتب، وأضاف أن تكرار السيناريو ذاته في 2025 قد يكون أكثر خطورة بسبب الزيادة الكبيرة في عدد الرحلات الجوية وارتفاع حجم المسافرين.
ودعا في ختام تصريحاته إلى ضرورة تحرك عاجل من الكونجرس والإدارة الأمريكية لتجنب أزمة طيران شاملة، مشددًا على أن استقرار النظام الجوي يجب أن يبقى أولوية وطنية قبل أي خلاف سياسي.
مع استمرار الإغلاق الحكومي دون اتفاق في الأفق، يظل قطاع الطيران الأمريكي في مواجهة خطر حقيقي قد ينعكس على الاقتصاد العالمي بأكمله، وبينما تتواصل التحذيرات من مختلف الأطراف، ينتظر العاملون والمسافرون على حد سواء حلاً يعيد الانتظام إلى واحد من أهم القطاعات الحيوية في البلاد.