وفد الأمم المتحدة يزور المهرة لبحث التعاون الأمني وتحديات الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات

في إطار جهوده المستمرة لدعم الاستقرار والأمن في اليمن، عقد وفد رفيع المستوى من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، برئاسة السيد ماساكي واتنابي، كبير مسؤولي قسم الشؤون السياسية، سلسلة لقاءات مع قيادات أمنية وعسكرية بارزة في محافظة المهرة.
وخلال الاجتماع، الذي جمع الوفد الأممي مع مدير عام الأمن والشرطة بالمحافظة العميد مفتي سهيل صمودة، وقائد محور الغيضة اللواء محسن مرصع، بحضور ممثلين عن الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة، بما في ذلك الأمن السياسي، والأمن القومي، والاستخبارات العسكرية، وخفر السواحل، وقوات "درع الوطن"، تم استعراض أبرز التحديات الأمنية التي تواجه المحافظة، وبحث سبل تعزيز التعاون بين السلطات المحلية والمجتمع الدولي.
جهود أمنية رغم شح الإمكانيات
واستعرض العميد مفتي صمودة أمام الوفد الأممي الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية والعسكرية في مكافحة تهريب المخدرات والسلاح والمواد الممنوعة، مشيرًا إلى سلسلة من الضبطيات النوعية التي حققتها قوات الأمن على المنافذ البرية والبحرية، ليس فقط على مستوى المهرة بل على مستوى الجمهورية والوطن العربي.
وأكد العميد صمودة أن هذه الإنجازات تحققت رغم محدودية الإمكانيات والموارد، مشيرًا إلى نجاح الأجهزة الأمنية في كشف وتفكيك خلايا إرهابية كانت تخطط لعمليات تخريبية في مناطق متفرقة من المحافظة. كما أثنى على الدور الحيوي الذي تلعبه الأمم المتحدة في دعم جهود الأمن والاستقرار في اليمن، داعيًا إلى مزيد من الدعم الفني والمادي لتعزيز قدرات المؤسسات الأمنية المحلية.
أزمة المهاجرين غير الشرعيين: عبء أمني وإنساني
ومن أبرز القضايا التي نوقشت خلال اللقاء، ظاهرة تدفق المهاجرين غير الشرعيين من دول القرن الإفريقي—خاصة من إثيوبيا—إلى سواحل محافظة المهرة. ولفت المسؤولون المحليون إلى أن هذا التدفق يشكل عبئًا كبيرًا على البنية التحتية والموارد المحدودة في المحافظة، خاصة مع تورط بعض هؤلاء المهاجرين في شبكات تهريب منظمة للبشر والمخدرات.
وشدد الحاضرون على ضرورة تفعيل التنسيق مع المنظمات والوكالات الأممية المختصة لتسهيل عمليات ترحيل هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، بما يضمن معالجة الأبعاد الإنسانية والأمنية لهذه الظاهرة المعقدة.
تحديات جغرافية واستراتيجية
كما سلّط اللقاء الضوء على التحديات الأمنية الفريدة التي تواجهها محافظة المهرة، التي تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن، إضافة إلى حدود برية شاسعة ومفتوحة مع محافظة حضرموت عبر الصحراء. ولفت المسؤولون إلى ضعف التجهيزات المتاحة لقوات خفر السواحل، ما يصعّب من مهامها في مراقبة الامتداد البحري الواسع ومنع عمليات التهريب والاختراقات الأمنية.
وفد رفيع المستوى
وضم الوفد الأممي إلى جانب السيد ماساكي واتنابي، كلاً من السيد برت سكوت، مدير مكتب المبعوث الخاص في عدن، والسيد أشرف العدوان، مسؤول قسم الترتيبات الأمنية، والسيد أنتوني بيزول، مستشار الشؤون الاقتصادية، والسيدة تمنى عبيد، مسؤولة قسم الشؤون السياسية.
وأكد أعضاء الوفد على التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم الجهود الأمنية والإنسانية في المهرة، مشيرين إلى أهمية المحافظة كبوابة استراتيجية للجنوب اليمني، وضرورة تأمينها لضمان الاستقرار الإقليمي الأوسع.
ويُنظر إلى هذا اللقاء كخطوة مهمة في تعزيز الحوار بين السلطات المحلية والمجتمع الدولي، وتوحيد الرؤى حول أولويات الأمن والتنمية في واحدة من أكثر المحافظات حساسية من الناحية الجغرافية والأمنية في اليمن.