الانشقاقات لا تعني الانهيار! خبير يمني يفجّر مفاجأة عن مستقبل الحوثيين
في تحليلٍ سياسي عميق يلامس جذور الأزمة اليمنية الممتدة، أكد الكاتب والصحفي حسين الوادعي أن الانشقاقات المتكررة داخل جماعة الحوثي لا تعني بالضرورة اقتراب انهيارها، بل تُجسّد ظاهرة أعمق جذورًا في البنية السياسية الهشّة للبلاد.
ففي منشورٍ له على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، رفض الوادعي قراءة هذه الانشقاقات بمعزل عن السياق التاريخي والسياسي الأوسع، مشيرًا إلى أن “التنقّل بين المعسكرات السياسية والعسكرية ليس جديدًا على المشهد اليمني، بل هو سلوك متجذّر منذ عقود”. ولفت إلى أن هذا السلوك يعود إلى غياب الأيديولوجيات الواضحة، وضعف مؤسسات الدولة، وتفشّي ثقافة الولاءات الشخصية على حساب المبادئ الوطنية.
صراع مصالح… لا مبادئ
وأوضح الوادعي أن ما يجري داخل صفوف الحوثيين اليوم هو في جوهره “تصدّعات داخلية ناتجة عن صراعات نفوذ ومصالح شخصية”، مشددًا على أن مثل هذه الصراعات لم تكن حكرًا على الجماعة الحوثية، بل سبق أن شهدتها أحزاب وحركات يمنية أخرى دون أن تؤدي بالضرورة إلى زوالها. وقال: “الانقسامات لا تعني دائمًا النهاية… بل قد تكون وسيلة لإعادة ترتيب الأدوار داخل الكيان نفسه”.
غياب العدالة… وثقافة الإفلات من العقاب
وأرجع الكاتب استمرار هذه الظاهرة إلى “الفراغ المؤسسي والسياسي” الذي تعيشه اليمن منذ عقود، موضحًا أن “غياب المساءلة القانونية، وضعف العدالة الانتقالية، وانعدام ثقافة المحاسبة” حوّلت الانتقال من معسكر إلى آخر إلى سلوكٍ شبه طبيعي، لا يُعاقب عليه بل قد يُكافأ عليه. وأضاف: “أي قيادي أو مسؤول يستطيع اليوم أن يغيّر ولاءه دون خوف من فقدان المكانة أو التعرض للمساءلة… لأن النظام السياسي ذاته لا يُحاسب، بل يُكافئ المُنافقين”.
المطلوب: مشروع وطني… لا احتفاء بالخِذلان
ودعا الوادعي إلى تجاوز الخطاب الانتهازي الذي يحتفي بكل انشقاق كـ”نصر” أو “نهاية قريبة”، مؤكدًا أن “اليمن اليوم لا يحتاج إلى مزيد من التفاؤل الزائف، بل إلى مشروع وطني جامع يبني مؤسسات دولة قادرة على استيعاب الجميع، بغض النظر عن ماضيهم أو ولاءاتهم المتبدلة”.
وختم تحليله برسالة واضحة:
“المشهد السياسي في اليمن لن يتغير بالانشقاقات الفردية، بل ببناء ثقافة سياسية جديدة تقوم على العدالة والمواطنة… لا على الولاءات المتبدلة”.













