أزمة مياه خانقة تُهدّد الحياة اليومية في الشيخ إسحاق بعدن: سكان يشكون ”إهمالًا منهجيًا” ويطالبون بتدخل عاجل
تتفاقم معاناة سكان حي الشيخ إسحاق بمديرية المعلا في العاصمة عدن، جراء أزمة مياه حادة تضرب منازلهم منذ أسابيع، في ظل غياب حلول فعّالة من الجهات المختصة. ويشتكي السكان من ضعف شديد في ضخ المياه من قبل مؤسسة المياه المحلية، يزداد سوءًا بسبب تزامن مواعيد التوزيع مع فترات انقطاع التيار الكهربائي، ما يحرمهم من تشغيل المضخات المنزلية الضرورية لرفع المياه إلى طوابقهم.
جفافٌ رغم الذاكرة المائية
يؤكد أهالي الحي أن منطقتهم كانت، حتى سنوات قليلة مضت، من أكثر المناطق استقرارًا في تزويد المياه، دون الحاجة إلى الاعتماد على المواطير أو الدينامات. لكن الوضع انقلب رأسًا على عقب، إذ باتت المنازل تعاني من "جفاف دائم"، حتى في أبسط احتياجاتها اليومية، من شربٍ وغسيلٍ ونظافة.
ويوضح أحد السكان:
"نحن ننتظر أيامًا طويلة بعد كل دورة ضخ تشمل مديريات عدن كافة، لكن عندما يأتي دورنا تكون المياه ضعيفة أو لا تصل إطلاقًا إلى المنازل المرتفعة، بسبب غياب التنسيق بين مؤسستي الكهرباء والمياه."
فشل تنسيقي يُعمّق الأزمة
المشكلة الأساسية، وفقًا للسكان، لا تكمن فقط في ضعف كميات المياه المضخة، بل في توقيت الضخ نفسه، الذي غالبًا ما يصادف ساعات قطع الكهرباء. ونتيجة لذلك، تظل خزانات المنازل فارغة، حتى في الأحياء التي تُدرج ضمن جدول التوزيع الرسمي.
ويشير السكان إلى أن هذا التزامن غير المبرر بين انقطاع الكهرباء وضعف ضخ المياه "ليس صدفة"، بل يعكس إهمالًا منهجيًا في إدارة الخدمات الأساسية، ما تسبب في حرمان عشرات الأسر من "أبسط مقومات الحياة الإنسانية".
نداءٌ للمسؤولين: كهرباء مستقرة أثناء الضخ
في محاولة للخروج من هذه الدوامة، وجّه المواطنون نداءً عاجلًا إلى مدير مؤسسة المياه المهندس بأخبيرة، داعين إياه إلى التنسيق الفوري مع مدير عام مؤسسة الكهرباء سالم الوليدي، الذي وصفوه بأنه "شخص متعاون ومتفاهم"، لضمان تزويد مناطق التوزيع بتيار كهربائي مستقر لا يقل عن أربع ساعات متواصلة أثناء عمليات ضخ المياه.
ويشدد السكان على أن هذا الحل البسيط – لو نُفّذ – كفيل بإعادة المياه إلى منازلهم دون تكاليف إضافية أو معاناة يومية.
تحذير من "كارثة إنسانية"
ويحذّر الأهالي من أن استمرار هذا الوضع قد "ينذر بأزمة إنسانية حقيقية"، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف المتأخر، وازدياد الاعتماد على المياه في كل جوانب الحياة. ويدعون السلطات المحلية في عدن – بما في ذلك المحافظة والمجالس المحلية – إلى التدخل العاجل لوقف هذا التدهور، وضمان توزيع عادل ومنصف للمياه على جميع الأحياء، دون تمييز أو إهمال.













