الجمعة 7 نوفمبر 2025 02:41 صـ 16 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

كارثة العرقوب تُطلق إنذارًا أحمر: هل تُحوّل حافلات النقل الجماعي رحلات المواطنين إلى مجازفات مميتة؟

الجمعة 7 نوفمبر 2025 03:25 صـ 17 جمادى أول 1447 هـ
تعبيرية
تعبيرية

في أعقاب الحادثة المروّعة التي شهدتها منطقة العرقوب بمحافظة أبين الأربعاء الماضي، والتي اندلعت فيها نيرانٌ هوجاء داخل إحدى حافلات النقل الجماعي لتُودي بحياة ركابٍ أبرياء، تحوّل ما كان يُفترض أن يكون رحلة عودة آمنة إلى مأساة وطنية هزّت مشاعر اليمنيين جميعًا، وأثارت موجة غضب واسعة ضد إهمال شركات النقل وتقاعسها عن الالتزام بأساسيات السلامة.

وفي هذا السياق، حذّر الناشط المدني حسين المحرمي من تكرار مثل هذه الكوارث، مشيرًا إلى أن الإهمال الفني والتشغيلي بات سمة سائدة لدى عددٍ من شركات النقل العاملة في البلاد، لا سيما تلك التي تُغامر بصيانة معدوم أو تتجاهل الفحوصات الدورية الأساسية قبل انطلاق رحلاتها.

وقال المحرمي في منشورٍ توعوي متداول:

“ما خلّفته حادثة العرقوب من ألمٍ لن يُنسى، جعل آلاف العائلات تترقّب عودة أبنائها من سفرٍ بات يُشبه المقامرة بالأرواح، خصوصًا مع تقارير متكررة عن أعطال خطيرة تهدّد سلامة الركاب.”

وأشار المحرمي إلى حالة موثّقة وصلته من أحد المواطنين، يروي فيها معاناة أقاربه أثناء عودتهم من المملكة العربية السعودية إلى عدن عبر شركة "نجمة السفير للنقل البري الدولي"، حيث تحولت رحلتهم – التي لم تنتهِ بعد – إلى رحلة عذاب بامتياز، بسبب:

  • تعطّل الحافلة عدة مرات على امتداد الطريق.
  • أعطال خطيرة في نظام الفرامل، ما يُعدّ تهديدًا مباشرًا للحياة.
  • انفجار إطارات متكرر دون وجود خطة طوارئ أو صيانة استباقية.
  • تعطيل كامل لمكيفات الهواء في ظل درجات حرارة مرتفعة، ما زاد من إرهاق الركاب، خصوصًا النساء والأطفال.

وأرفق المحرمي صورة للتذكرة ومحادثة تثبت هذه الممارسات، مؤكدًا أن “المواطن لم يعد يملك خيارًا آمنًا، بل يُجبر على قبول المخاطر كجزء من رحلته.”

ووجه المحرمي نداءً استغاثة للجهات الرسمية، مشددًا على أن التحقيق بعد وقوع الكارثة لم يعد كافيًا، وقال بصوتٍ يحمل وجعًا وطنيًا:

“هذه أرواح بشر! والاستهتار بصيانتها لا يُعدّ إهمالًا فحسب، بل قد يرقى إلى درجة القتل العمد إذا تكرر دون رادع.”

وطالب وزارة النقل والهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري بـ:

  • تفعيل الرقابة الميدانية اليومية على الحافلات قبل انطلاقها.
  • فرض عقوبات صارمة على الشركات المخالفة، تصل إلى سحب الترخيص.
  • إجبار الشركات على تركيب أنظمة إنذار حرائق وأجهزة إخماد أوتوماتيكية.
  • نشر لوائح السلامة بلغة واضحة على متن كل حافلة، مع أرقام طوارئ مباشرة.

وأضاف:

“لا أحد ينكر أن قصص الإهمال في قطاع النقل الجماعي تكاد تكون يومية، وكل مسافر لديه حكاية مرعبة. السؤال اليوم: إلى متى ننتظر كارثة جديدة لنتحرك؟”

موضوعات متعلقة