الجمعة 7 نوفمبر 2025 01:52 صـ 16 جمادى أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

فوضى مرورية في عدن: شرطة السير تكشف عن تسجيل أكثر من 2500 مخالفة خلال أسبوع

الجمعة 7 نوفمبر 2025 02:14 صـ 16 جمادى أول 1447 هـ
ارشيفية
ارشيفية

كشفت الإدارة العامة لشرطة السير في عدن، التابعة لوزارة الداخلية، النقاب عن أرقام صادمة في تقريرها الأسبوعي، الذي يرسم صورة قاتمة لحالة الانضباط المروري في العاصمة اليمنية.

وسجلت أجهزة الرقابة والضبط الآلي خلال الأسبوع الممتد من 30 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2025، ما مجموعه 2510 مخالفات مرورية، مما يؤكد استفحال ظاهرة الفوضى العارمة في الشوارع والتحدي المستمر لقوانين السير.

تفاصيل التقرير: أرقام تضع أصبعاً على الجرح

أوضح التقرير الأسبوعي المفصل أن المخالفات لم تكن عشوائية، بل تركزت في سلوكيات مرورية معينة تعكس أزمة حقيقية في الثقافة المرورية لدى السائقين. وتوزعت المخالفات على أنماط متعددة، أبرزها ما يلي:

نوع المخالفة

عدد المخالفات

النسبة المئوية التقريبية

عرقلة السير 1,138 45.3%
ممنوع الوقوف أو الانتظار 531 21.2%
رفض إشارة رجل المرور 368 14.7%
لا يحمل رخصة قيادة 326 13.0%
ممنوع الدخول 143 5.7%
قطع إشارة ضوئية 80 3.2%
استعمال الجوال أثناء القيادة 46 1.8%
تجاوز غير مأمون 1 0.04%
المجموع 2,510 100%

تحليل الأرقام: أربعة تحديات كبرى تواجه حركة السير في عدن

تؤكد البيانات الواردة في التقرير وجود أربعة تحديات رئيسية تقف وراء الأزمة المرورية في المدينة:

  1. فوضى السير وغياب الحس المدني: مع ما يقارب نصف إجمالي المخالفات (45.3%)، تصدرت مخالفة "عرقلة السير" المشهد، تليها "ممنوع الوقوف أو الانتظار". هاتان المخالفتان تشيران إلى ظاهرة مقلقة تتمثل في عدم اكتراث السائقين بحق الآخرين في الطريق، مما يؤدي إلى شلل مروري في شوارع عدن الرئيسية والفرعية، ويحول الأرصفة وممرات الطوارئ إلى مواقف عشوائية.

  2. تحدٍ مباشر لسلطة القانون: تسجيل 368 مخالفة بـ "رفض إشارة رجل المرور" يمثل مؤشراً خطيراً على تآكل الاحترام للهيئات التنفيذية. هذا السلوك لا يعيق فقط تنظيم الحركة المرورية، بل يشكل تحدياً صارخاً لسلطة رجل المرور، ويقوض جهوده الرامية إلى فرض النظام وحماية الأرواح.

  3. القيادة خارج نطاق القانون: سجلت مخالفة "لا يحمل رخصة قيادة" 326 حالة، وهو رقم كبير بكل المقاييس. هذا يعني أن مئات الأشخاص الذين لا يمتلكون المؤهلات أو التدريب اللازمين يقودون مركبات، مما يجعلهم "قنابل موقوتة" تهدد سلامة جميع مستخدمي الطريق، وتثير تساؤلات حول آليات تسجيل المركبات ومنح التراخيص.

  4. استخفاف بقواعد السلامة الأساسية: ورغم أن أعدادها أقل، فإن مخالفات مثل "قطع الإشارة الضوئية" و"استعمال الجوال" لا تزال حاضرة بقوة. هذه السلوكيات هي من الأسباب الرئيسية للحوادث المميتة حول العالم، واستمرارها في عدن يدل على استخفاف واضح بقواعد السلامة الأساسية.

الرسالة المزدوجة للتقرير: جهود مستمرة وتحديات متجذرة

يأتي هذا التقرير ليحمل رسالة مزدوجة؛ فهو من ناحية يؤكد أن الإدارة العامة لشرطة السير لا تزال تمارس دورها الرقابي وتسجل المخالفات بآلية منهجية، وهو ما يظهر من خلال التفاصيل الدقيقة للبيانات. لكن من ناحية أخرى، يكشف التقرير عن حجم التحدي الهائل الذي تواجهه الأجهزة الأمنية، حيث تبدو المخالفات متجذرة في سلوك مجتمعي، مما يتطلب تضافر جهود أكبر من قبل الجهات المعنية، ليس فقط في جانب العقاب، بل أيضاً في التوعية وتثقيف المجتمع بأهمية الانضباط المروري كجزء لا يتجزأ من المواطنة والثقافة العامة.

في ظل هذه الأرقام، يبقى السؤال مطروحاً حول الخطوات التالية اللازمة لمعالجة هذه الظاهرة. هل سيتم تكثيف الحملات الأمنية؟ أم أن الحل يكمن في حملات توعوية مكثفة وتطوير البنية التحتية للطرق؟ مؤكد أن الأمر يتطلب استراتيجية متكاملة لإنقاذ شوارع عدن من الفوضى ولضمان عودة الحياة المرورية المنظمة والآمنة إلى العاصمة.

موضوعات متعلقة