نووي بدون تطبيع.. ترامب يتجه لصفقة تاريخية مع السعودية تثير جنون اسرائيل

في تطور لافت قد يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط، كشف تقرير لوكالة "رويترز" عن تخلي الولايات المتحدة عن شرط تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل إحراز تقدم في محادثات التعاون النووي المدني مع الرياض، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات في إسرائيل، خاصة من زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي عبّر عن قلقه الشديد مما وصفه بـ"صفقة خطيرة" قد تفتح الباب أمام سباق تسلح نووي في المنطقة.
لابيد قال في تصريحات مساء اليوم الخميس: "حذّرت منذ سنوات من صفقة سعودية تتضمن تخصيب اليورانيوم". وأضاف: "لا يعقل أن يظل نتنياهو صامتًا بينما تُجرى مفاوضات على صفقة قد تؤدي لوقوع القدرات النووية في الأيدي الخطأ". وتابع: "صمت نتنياهو بينما تُطبخ صفقة كهذه هو أمر غير مسؤول وخطير للغاية على أمن إسرائيل والمنطقة".
التسريبات الأمريكية جاءت قبل أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، في أول جولة له إلى الشرق الأوسط منذ بدء ولايته الثانية في يناير 2025. ووفقاً لموقع "أكسيوس"، من المقرر أن يشارك ترامب في قمة مع قادة دول الخليج، ما يضفي مزيداً من الزخم على التحرك الأمريكي تجاه المملكة.
ويُمثّل التراجع الأمريكي عن شرط التطبيع "تنازلاً كبيراً" وفقاً لمصادر "رويترز"، لا سيما وأن إدارة الرئيس السابق جو بايدن كانت تربط الملف النووي المدني السعودي باتفاق تطبيع مع إسرائيل، إلى جانب طموحات الرياض بالحصول على معاهدة دفاعية مع واشنطن.
وكانت إسرائيل تأمل أن تُستخدم جهود ترامب، الذي رعى "اتفاقات أبراهام" عام 2020، كورقة ضغط لدفع السعودية نحو الاعتراف بها. غير أن المملكة أكدت مراراً أنها لن تقدم على هذه الخطوة دون قيام دولة فلسطينية، وهو ما أجهض خطط التوسّع في الاتفاقات الإبراهيمية، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي العربي تجاه الحرب على غزة.
وتُضاف إلى التعقيدات، المخاوف الأمريكية المتواصلة من انتشار تقنيات التخصيب النووي في المنطقة، ما أدى إلى تعثر المحادثات النووية مع الرياض لعدة أشهر. إلا أن وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، وخلال زيارته للمملكة في أبريل، أشار إلى أنّ الطرفين "يمضيان على مسار نحو اتفاق نووي مدني"، ما عُدّ مؤشرًا على مقاربة أمريكية جديدة أكثر مرونة.
وفي أول تعليق رسمي من واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جيمس هيويت إن "أي إعلان سيتم من قبل الرئيس نفسه"، مؤكدًا أن ما يتم تداوله حاليًا لا يعدو كونه "تكهنات".
الصفقة النووية المحتملة، إذا ما تمت دون إطار تطبيع، ستكون تحولًا استراتيجيًا لواشنطن في تعاملها مع السعودية وإسرائيل، وتطرح تساؤلات حساسة حول مستقبل الأمن الإقليمي، وحدود الدور الإسرائيلي في الملفات الحيوية لدى واشنطن.