إبراهيم تراوري .. قصة صعود ”تشي غيفارا أفريقيا” الذي تحدى الغرب من قلب بوركينا فاسو

"ظاهرة تراوري" تصل شرق إفريقيا.. في شوارع نيروبي وقرى كينيا، لم يعد مشهدًا غريبًا أن ترى صور الرئيس البوركيني إبراهيم تراوري معلقة على زجاج الحافلات، أو أن تسمع أغنيات تمجّد اسمه، تراوري، الذي ينحدر من دولة صغيرة في غرب إفريقيا، أصبح رمزًا أفريقيا يتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، وبحسب صحيفة "الإندبندنت"، فإن شعبيته تفوق حدود بلاده، وقد بات يُنظر إليه كبطل أممي جديد في مواجهة الهيمنة الغربية.
أصغر رئيس في العالم يتحدى الكبار
صعد تراوري إلى سدة الحكم في 2022 بعد انقلاب عسكري أطاح بصديقه العقيد بول هنري سانداوغو داميبا، متذرعاً بفشل الأخير في مكافحة الإرهاب، لم يكن عمره حينها يتجاوز 34 عاماً، ليصبح أصغر رئيس في العالم، إلا أن عامل السن لم يكن أهم ما يميزه، بل شجاعته في اتخاذ مواقف صدامية ضد فرنسا والغرب، حيث أعلن حرب "استقلال جديدة" ضد النفوذ الفرنسي الذي ظل يتحكم في ثروات بلاده منذ العهد الاستعماري.
طرد الفرنسيين وتحالف استراتيجي مع روسيا
أخرج تراوري القوات الفرنسية من بوركينا فاسو دون مفاوضات أو مجاملات، وأغلق قواعدها العسكرية، فاتحًا الأبواب أمام التحالف مع روسيا وحلفائها في مالي والنيجر، ورفض التعاون مع صندوق النقد الدولي، معتبرًا أن القروض تمثل شكلاً جديدًا من أشكال الاستعمار الاقتصادي.
إصلاحات اقتصادية ونتائج ملموسة
رغم الظروف الصعبة، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لبوركينا فاسو من 18.8 مليار دولار إلى 22.1 مليار دولار خلال فترة وجيزة، كما خفض رواتب الوزراء بنسبة 30%، وزاد رواتب الموظفين الحكوميين بـ50%، رافضًا تقاضي أي راتب رئاسي واكتفى براتبه كضابط في الجيش.
تحرير الاقتصاد واستعادة الثروات الوطنية
اتخذ تراوري قرارات حاسمة بإيقاف تصدير الذهب الخام إلى أوروبا، وأسس شركة مناجم وطنية، كما ألزم الشركات الأجنبية بمنح 15% من حصصها للدولة وتدريب كوادر وطنية، وفي 2023، افتُتحت أول مصفاة وطنية للذهب بسعة 150 طناً سنوياً. وتمت مصادرة منجمين مملوكين لشركة بريطانية، فيما تعمل الحكومة على تأميم مناجم إضافية.
نهضة زراعية وصناعية
شهد قطاع الزراعة تطوراً لافتاً بفضل الاستثمارات الحكومية، حيث بلغ إنتاج الحبوب في 2024 نحو 6 ملايين طن، وساهمت هذه النهضة في خفض نسبة الفقر المدقع إلى 25%، كما تراجع التضخم من 14% إلى 0.7%، وجرى إحياء مشاريع البنية التحتية مثل الطرق والمطارات والمصانع.
زعيم التحدي وأيقونة جديدة للقارة السمراء
يرى كثير من الأفارقة في تراوري تجسيداً لحلم التحرر الحقيقي. وقد لقّبوه بـ"تشي غيفارا إفريقيا"، لا سيما بعد إعلان موسكو نيتها إنشاء أول مشروع نووي في غرب إفريقيا بالتعاون معه، وتزايدت الدعوات داخل القارة لأن يحذو القادة حذوه في الاستقلالية والشجاعة، ما جعله رمزًا يتجاوز حدود بوركينا فاسو ليكون مشروع زعيم قاري.
إبراهيم تراوري، بوركينا فاسو، تشي غيفارا إفريقيا، استقلال إفريقيا، طرد فرنسا من إفريقيا، التحالف مع روسيا، مناجم الذهب في بوركينا فاسو، النهضة الزراعية في إفريقيا، مكافحة الهيمنة الغربية، زعماء إفريقيا الجدد، مشروع نووي في غرب إفريقيا، تحدي الاستعمار الجديد، الاقتصاد البوركيني، تراوري والغرب، بوركينا فاسو وروسيا، صعود إبراهيم تراوري