الإثنين 2 يونيو 2025 10:04 مـ 6 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الشجاعه والقوة في قول الحقيقه لا في اخفاءها

الأحد 1 يونيو 2025 11:31 صـ 5 ذو الحجة 1446 هـ
مانع المطري
مانع المطري

ان النهج المعتمد على الصراحه والوضوح والمكاشفة والصدق مع الشعب في طرح الحقائق وتحمل المسؤليات هو النهج الذي بدا واضحاً وجلياً في مقابلة فخامة الرئيس رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي مع قناة RTnews الروسية الناطقة بالعربية ، وهو نهج ربما بدا لكثير من المتابعين جديداً ومستغرباً بل وصادماً بعض الشيء نتيجه ان ما اعتاده الرأي العام اليمني خلال العقدين الاخيرين كان معتمداً على الشعبوية والاثاره والشعارات الرنانه والفارغه وادعاء البطولات الوهمية وتظليل الرأي العام والتدثر بوهم القوة وإنكار الحقائق احياناً وتغييبها عن جموع الشعب صاحب المصلحه احياناً أخرى كثيره .

هذا الامر جعل من مكاشفة الاخ الرئيس وصراحته مع الشعب في ما يتعلق بقضية الطائرات التي استولت عليها جماعه الحوثي الارهابية وسيلة للنيل من فخامة الرئيس والتشكيك في قدرة وقوة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي على تحمل المسؤلية الوطنية ومن ثما التشكيك بالشرعية وجدوى التمسك بها بطريقةٍ لا تخلوا من اسلوب استمرار ممارسة التظليل للرأي العام وتأكيد التمسك بنهجٍ بالي لم يجلب لنا سوى المأسي والخيبات ، ولنا تجارب كثيره مع كثير من الساسه اليمنيون الذين كثيراً ما كنا نسمع لهم تصريحات نارية وحماسية غير واقعيه لاتخلوا من المزايده وادعى البطولات ، وحتى احتكار الوطنية والتشكيك في كل من يرفض تضليل الرأي العام وحجب الحقائق عنه لينهض بمسؤلياته تجاهها .

ومعلومٌ للجميع ان مجلس القيادة الرئاسي استلم قيادة هذا البلد وهو في مرحلة من تراكم الخيبات والفشل والشلل في كل مؤسساته السيادية والخدمية ، بل ان القضية اليمنية العادله " قضية استعادة الدولة " كادت ان تكون قضية منسيه بنظر العالم والقوى الدوليه ولم يكن متبقي منها الا النزر اليسير ، بينما كان الواقع على الارض ان هناك جزر متناثرة من الرافضين والمعادين للحوثي تتمترس كلٌ منها ضد الاخرى بل وتتحارب احياناً اخرى فيما بينها البين ، وتتوالى جولات الصراع بين القوى الوطنية مراراً وتكراراً بينما لا احد يطلق رصاصه واحده على الحوثي او حتى يحمله مسؤلية انهيار البلد وتمزقها .

وفي هذا الواقع المزري والانقسامي والقائم على الاولويات المتصارعه والمتضاربه جاء المجلس الرئاسي ليمثل حالة من التعبير عن التعدد القائم بين اليمنيين وينقلنا من مرحلة الاحتراب الداخلي بين القوى الوطنية الى الاقرار بحق كل المكونات على تعددها بالوجود الملزم لها بقبول التعايش مع بعضها البعض وان ظهرات الكثير من التحديات لتطبيق فكرة التعايش بينها والاقرار بضرورة تحديد اولويات مشتركة بين مختلف المكونات الرافضة للانقلاب الحوثي والتمدد والهيمنه الايرانيه في اليمن .

ومن هذا المنطلق كان لابد من الادراك ان هناك خارطة متشابكة ومتضاربه من المصالح والمطالب والمكتسبات والولاءات المتعارضه والمتنافسه اضافه الى ارث كبير من المظالم والثارات السياسيه والاحقاد التي خلقت حاله من انعدام الثقه في ما بين المكونات السياسية والاجتماعيه ، وان تجاوز كل هذه التركة الثقيله يقتضي من الجميع ان يعمل على خلق خارطة جديده ترتكز على المشتركات التي تنطلق من المصلحه الوطنية الممكنه ، والخطر الوجودي الذي يهدد الجميع ،

والمخاوف المتراكمه لدى الكل من الكل ، وكيف يمكن تبديدها وخلق التطمينات والضمانات للجميع ، وبما يتيح للعجله ان تعاود السير في الاتجاه الصحيح الذي لا يلغي الحقوق ولا يقفل الباب على المطالب ولا يتجاوز البرامج السياسيه لاي طرف وهذا ما عمل عليه مجلس القياده الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس رشاد العليمي اضافةً الى ضرورة انتشال القضيه اليمنية من حالة النسيان الى واجهة الاهتمام الدولي وكسر الصورة النمطيه التي كادت ان تكون السمه الابرز للوضع في اليمن بانها حاله اقتتال داخلي بين مكونات وطنيه بل واعاده صياغه السرديه للازمة بأن الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية ومؤسساته الوطنية كطرف يقاتل نيابة عن العالم ضد ارهاب جماعه الحوثي ومشروع التمدد الايراني الراعي للارهاب والمزعزع للاستقرار في المنطقه كطرف اخر ، وقد حقق المجلس بقيادة الرئيس رشاد نجاحاً كبيراً بهذا الامر مع الاقرار بان هناك اخفاقات لعل ابرزها الوضع الاقتصادي وهو بلاشك نتيجة طبيعيه للانقلاب الذي عطل التنميه ودمر مؤسسات الدولة وانكشاف وتأكل المؤسسات الايرادية للدولة وهذا لايعفي مجلس القياده عن تحمل المسؤليه تجاه هذا الملف الحساس الذي بلا شك لن يتحقق الانتصار واستعدك مؤسسات الدوله ما لم يتم تحقيق اختراق حقيقي فيه يغير من المعادله اقتصادياً لصالح الدولة اليمنية كما تم تعديلها سياسياً .

الخلاصه إن مكاشفة الشعب بالحقائق لها ثمارها الحقيقيه والمهمه في مسار المعركة الوطنية مع المليشيا وان كان لذلك الامر اثاراً جانبيه الا انه وبكل الاحوال كل ما كانت القياده صادقه وصريحه مع شعبها ، كان الشعب وقواه الحيه اكثر قدره على تحديد خياراته وانحيازاته وايضاً اكثر استعداداً لتحمل المسؤليه الى جانب القياده .