الجمعة 20 يونيو 2025 03:06 مـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الضربة الكبرى: كيف خططت إسرائيل للهجوم على النووي الإيراني؟

الجمعة 20 يونيو 2025 02:35 مـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
حرب إيران وإسرائيل
حرب إيران وإسرائيل

مخطط سري في قلب تل أبيب؛ في أحد فنادق تل أبيب المغلقة، اجتمع قادة عسكريون إسرائيليون لساعات طويلة في نوفمبر 2024، لصياغة أخطر عملية عسكرية في تاريخ الدولة العبرية، هدفها: تحييد البرنامج النووي الإيراني؛ استمر النقاش لعشر ساعات، لكنه لم يكن تمرينًا نظريًا، بل إعدادًا فعليًا لخطة هجومية شاملة، أرادت إسرائيل توجيه ضربة مركبة تُفقد طهران توازنها الأمني والسياسي.

ملف إيران النووي إلى الواجهة

تزامن التخطيط الإسرائيلي مع تصاعد التوترات على الجبهة الشمالية مع حزب الله، ومع ذلك لم تغب طهران عن أذهان صانعي القرار في تل أبيب، جرى تحديد عشرات الأهداف داخل إيران، من منشآت نووية إلى منصات إطلاق الصواريخ، وحتى الشخصيات الرئيسية في المؤسسة العسكرية الإيرانية، كانت الأولوية لإحداث اختراق استخباراتي من خلال الوصول إلى شخصيات أو ملفات حساسة.

تنفيذ الخطة في يونيو 2025

بعد شهور من التحضيرات، انطلقت أكثر من 200 مقاتلة إسرائيلية في هجوم جوي خاطف استهدف أكثر من 100 موقع خلال 12 دقيقة فقط، وجّهت الضربات إلى قادة رفيعي المستوى داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية، بمن فيهم رئيس الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد الطوارئ غلام رشيد، ما كشف عن اختراق استخباراتي عميق في الداخل الإيراني.

صدى سياسي دولي وتصريحات لافتة

تحدث الباحث السياسي أمجد طه حول الأبعاد الدبلوماسية للصراع، معتبرًا أن الحل لم يعد بيد واشنطن وحدها، بل بات الاتحاد الأوروبي والأصوات الخليجية مطالبين بلعب دور أكبر، مشيرًا إلى أن انسحاب واشنطن من موقف الحياد عزز من احتمالية اتساع رقعة المواجهة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ربط تدخله المحتمل بمهلة "أسبوعين"، مصطلح يستخدمه كثيرًا في خطابه السياسي، مما يعكس غموضًا في نوايا واشنطن، ويترك حيزًا كبيرًا للمفاجآت.

أهداف إسرائيل تتجاوز النووي

بحسب مصادر إسرائيلية وغربية تحدثت إلى وكالة رويترز، فإن تل أبيب لا تسعى فقط لتدمير أجهزة الطرد المركزي، أو الصواريخ الباليستية، بل تهدف أيضًا إلى زعزعة النظام الإيراني نفسه، وتحدثت تلك المصادر عن أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخطط لإسقاط الحكم في طهران من خلال حملة استنزاف ممنهجة، تُجبر إيران على تقديم تنازلات جوهرية بشأن برنامجها النووي ودعمها للفصائل المسلحة.

نتنياهو يرفع سقف التهديدات

في تصريحات علنية، تعهّد نتنياهو بـ"تحرير الشعب الإيراني" وأعطى الضوء الأخضر لاستهداف رموز النظام دون استثناء، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن "لا حصانة لأحد في إيران"، مضيفًا أن العمليات تتقدم بسرعة تفوق المتوقع.

فعليًا، وسّعت إسرائيل ضرباتها لتشمل مقار حكومية كبرى، منها الشرطة والتلفزيون الرسمي، في محاولة لإحداث انهيار في البنية المؤسسية للبلاد.

هل تغيرت الأهداف؟

يؤكد أمجد طه أن الأهداف الإسرائيلية تطورت من ضرب البرنامج النووي إلى ضرب مراكز الحكم والبنية التحتية، خاصة بعد التقارير التي أفادت باقتراب إيران من إنتاج قنبلة نووية خلال أسابيع. ومع توسع دائرة الهجمات لتشمل أهدافًا مدنية، بات الصراع مرشحًا للتصعيد.

تأثيرات اقتصادية وجيوسياسية

تكبدت إسرائيل وإيران خسائر يومية باهظة، قدرت بـ200 مليون دولار لإسرائيل، وأكثر من 300 مليون لإيران، ويدور الصراع الآن حول مدى قدرة كل طرف على الصمود اقتصاديًا، ومن سيتلقى الدعم الغربي في حال نفاد الذخيرة أو تعطّل سلاسل الإمداد.

الخليج والاتحاد الأوروبي في ميزان الحل

يشير طه إلى أن الحلول الدبلوماسية ممكنة فقط إذا استمعت الأطراف المتصارعة للأصوات الخليجية والعربية والأوروبية، ويضيف أن إيران تمتلك براعة في صياغة حلول مرنة، على غرار "حياكة السجاد الفارسي"، ولكن الخطر يكمن في أن بعض أطراف النظام، لا سيما الحرس الثوري، ترفض الذهاب إلى التفاوض في ظل الهجمات المستمرة.

هل تتغير المعادلة؟

ومع تواصل القصف الإسرائيلي، رفضت إيران المشاركة في مفاوضات جنيف، معتبرة أنها "لا تفاوض تحت النار"، في المقابل، يرى طه أن إيران قد تدخل في مفاوضات عبر بوابة سلطنة عمان أو الاتحاد الأوروبي، ولكن فقط بعد تحسين موقفها على الأرض.

نهاية مفتوحة لصراع مفتوح

الخلاصة أن المنطقة تقف على مفترق طرق: فإما الانخراط في مسار دبلوماسي حقيقي يقود إلى تفكيك النزاع، أو الانزلاق نحو صراع طويل ومكلف للجميع، ومع تصاعد النبرة التصعيدية من الطرفين، يتأرجح الشرق الأوسط بين السلم والحرب، ولا أحد يعرف ما إذا كانت الضربة التالية ستكون الأخيرة أم بداية فصل جديد من المواجهة.

إسرائيل، إيران، البرنامج النووي الإيراني، الحرب الإسرائيلية الإيرانية، قصف طهران، بنيامين نتنياهو، حسين سلامي، محمد باقري، الحرس الثوري، ضربات جوية، مفاوضات جنيف، ترامب، الاتحاد الأوروبي، الصراع في الشرق الأوسط، صواريخ إيران، القوات الجوية الإسرائيلية، الأمن القومي الإسرائيلي، المخابرات العسكرية الإسرائيلية، حزب الله، الخليج العربي، سلطنة عمان، تروكا الأوروبية، التخصيب النووي