دراسة جديدة تربط بين أعراض سن اليأس وتدهور الوظائف المعرفية لاحقًا
أعراض انقطاع الطمث .. مؤشرات مبكرة لخطر الإصابة بالخرف (دراسة صادمة)

تشير دراسة علمية حديثة إلى أن أعراض انقطاع الطمث قد لا تكون مجرد اضطرابات مؤقتة تؤثر في نمط الحياة، بل يمكن أن تحمل دلالات عميقة على صحة الدماغ في المستقبل، وقد تكون مؤشرًا مبكرًا على خطر الإصابة بالخرف، بما في ذلك مرض ألزهايمر.
مراحل انقطاع الطمث أكثر من مجرد تحول هرموني
تبدأ رحلة انقطاع الطمث تدريجيًا مع مرحلة تُعرف بما قبل انقطاع الطمث، وتتميز بتذبذب مستويات الهرمونات، خصوصًا الإستروجين، وهو ما يؤدي إلى أعراض متنوعة مثل الهبّات الساخنة، والتعرق الليلي، وتقلبات المزاج، واضطرابات النوم، وجفاف المهبل، والتشتت الذهني.
لكن ما تبيّنه الأبحاث الجديدة هو أن هذه الأعراض قد تكون إشارات مبكرة لتحولات معرفية وسلوكية قد تؤثر في النساء لاحقًا في الحياة، وخصوصًا في سياق خطر الإصابة بالخرف.
الهرمونات وصحة الدماغ علاقة جوهرية
يلعب الإستروجين دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الدماغ، إذ يعزز الذاكرة، ويحمي الروابط العصبية، ويساعد في إزالة البروتينات الضارة، مع انقطاع الطمث، ينخفض مستوى الإستروجين، ما يجعل الدماغ أكثر عرضة للتدهور التدريجي.
وتشير الدراسة إلى أن ظهور أعراض شديدة أو متعددة خلال هذه المرحلة قد يكون انعكاسًا مبكرًا لتغيرات دماغية تمهّد للإصابة بالخرف مستقبلًا.
العلامات السلوكية والإدراكية نظرة شاملة إلى الخطر
ركزت الدراسة الكندية حول الشيخوخة وصحة الدماغ على 896 امرأة تجاوزن مرحلة انقطاع الطمث، أظهرت النتائج أن النساء اللواتي أبلغن عن عدد أكبر من أعراض ما قبل انقطاع الطمث عانين من تغيرات إدراكية وسلوكية ملحوظة في وقت لاحق.
لم تقتصر الدراسة على الذاكرة فقط، بل شملت أيضًا العواطف، والتفاعلات الاجتماعية، والتغيرات الشخصية، وهي كلها عوامل ترتبط بالخرف، لكنها غالبًا ما تُهمل في التقييمات المبكرة.
دور العلاجات الهرمونية في تقليل الخطر
من المثير للاهتمام أن النساء اللواتي استخدمن العلاج الهرموني بالإستروجين خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أظهرن علامات سلوكية أقل سوءًا لاحقًا، ما يفتح الباب أمام استخدام العلاجات الهرمونية كوسيلة وقائية مستقبلية، مع ذلك، تبقى الحاجة قائمة لإجراء أبحاث إضافية حول التوقيت الأمثل للعلاج وآثاره طويلة المدى.
أهمية النتائج وتأثيرها على التقييم الطبي
لم تُثبت الدراسة وجود علاقة سببية مباشرة، لكنها وضعت أساسًا لفهم العلاقة بين أعراض انقطاع الطمث وخطر الخرف، ما قد يمكّن الأطباء من التدخل المبكر، وقد تُساهم هذه النتائج في تصنيف أعراض انقطاع الطمث بوصفها علامات إنذار مبكر لحالات خطيرة مستقبلًا.
الرؤية المستقبلية من التوعية إلى الوقاية
يشير هذا البحث إلى أن انقطاع الطمث ليس مجرد مرحلة بيولوجية عابرة، بل بوابة نحو فهم أعمق لصحة المرأة الدماغية والنفسية على المدى البعيد، من خلال التوسع في دراسات مماثلة، يمكن تعزيز الفهم الطبي للارتباط بين الصحة الهرمونية والدماغية، وتقديم رعاية صحية شاملة تساعد النساء على عبور هذه المرحلة الحساسة بأقل الأضرار الممكنة.
انقطاع الطمث، سن اليأس، أعراض ما قبل انقطاع الطمث، الخرف، ألزهايمر، التغيرات الهرمونية، الإستروجين، الصحة العقلية للمرأة، التدهور المعرفي، التقلبات المزاجية، الذاكرة، اضطرابات النوم، الهبات الساخنة، العلاجات الهرمونية، الوقاية من الخرف، صحة الدماغ، علامات الإنذار المبكر للخرف.