الثلاثاء 1 يوليو 2025 03:52 صـ 6 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تفجير قبة مريم العذراء الأثرية في الضالع.. جريمة تطال التاريخ والتراث والإنسانية

الثلاثاء 1 يوليو 2025 12:01 صـ 6 محرّم 1447 هـ
قبة مريم بالضالع
قبة مريم بالضالع

أقدم مجهولون على تفجير قبة مريم العذراء الأثرية والتاريخية في منطقة الشريفة بمديرية حجر بمحافظة الضالع، في جريمة وصفت بـ"الهمجية" التي تستهدف إرثًا حضاريًا ورمزًا تاريخيًا عريقًا.

استهداف للتاريخ وليس للعبادة

وفقًا للمصادر المحلية، لم تكن القبة المدمّرة مكانًا للعبادة أو التقديس، بل كانت تحفة معمارية تعود إلى آلاف السنين، وتمثّل إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا لأهالي المنطقة، حيث شكلت على مر العصور مصدر فخر وجمال لمديرية حجر وسكان محافظة الضالع كافة.

إدانة واسعة وبيان غاضب

أصدر أهالي المنطقة بيانًا قويًا عبّروا فيه عن أسفهم واستنكارهم لهذه الجريمة، مؤكدين أنها "اعتداء سافر على التاريخ وحرمة الأماكن الأثرية، فضلًا عن كونها ضربة للسلم الأهلي". وجاء في البيان:

"ببالغ الأسى والاستنكار، تابعنا الأنباء عن الجريمة النكراء التي استهدفت قبة مريم العذراء في حجر الضالع. إن هذا العمل الإجرامي، الذي أقدم عليه مجهولون، ليس مجرد اعتداء على مبنى، بل هو اعتداء على الهوية والتراث المشترك."

وأضاف البيان:

"لقد كانت هذه القبة تحفة معمارية ورمزًا تاريخيًا جميلًا، لم تكن تُعبد أو تُقدس، بل كانت جزءًا أصيلًا من تراثنا ومصدر فخر لأهل المنطقة، الذين عُرفوا بالسلام والتعايش."

جريمة جبانة تهدف إلى الفتنة

وصف البيان التفجير بأنه "عمل إرهابي جبان"، مؤكدًا أنه:

"يتنافى مع كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، ويكشف عن عقول متطرفة لا تحترم التاريخ ولا قدسية الأماكن، بل تسعى لنشر الفوضى وتمزيق النسيج المجتمعي."

كما أشار إلى أن استهداف مثل هذه المعالم هو:

"محاولة يائسة لطمس الهوية وإلغاء التنوع الثقافي، وتدمير كل ما هو جميل وقيم في مجتمعنا."

دعوة للتصدي والإمساك بالجناة

اختتم البيان بـدعوة جميع الأطراف إلى التكاتف لمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية، مؤكدًا على ضرورة:

"تضافر الجهود للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، لينالوا جزاءهم الرادع، وليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن البلاد وتراثها."

خسارة لا تعوّض

يُعد تفجير القبة خسارة فادحة للتراث المعماري اليمني، حيث تمثّل هذه المواقع الأثرية شاهدًا حيًا على تعاقب الحضارات وتنوعها في المنطقة.

وتأتي هذه الجريمة في سياق سلسلة اعتداءات متكررة على المعالم التاريخية في اليمن، مما يثير مخاوف من استمرار استهداف الهوية الثقافية للبلاد.