الثلاثاء 1 يوليو 2025 03:40 صـ 6 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ملكة جمال اليمن، تُثير جدلًا واسعًا بمنشور على ”السوشيال ميديا”: ”أي شيء تعمله امرأة يتحول لمصيبة!”

الثلاثاء 1 يوليو 2025 12:27 صـ 6 محرّم 1447 هـ
ملكة جمال اليمن
ملكة جمال اليمن

أثارت الشابة آية دحان، الحاصلة على لقب "ملكة جمال اليمن"، موجة من الجدل الواسع على منصات التواصل الاجتماعي بعد نشرها صورة شخصية عبر حسابها الرسمي، رأت فيها أنها قامت بأمر عادي تمامًا، بينما تحول المنشور سريعًا إلى محور هجوم وانتقاد واسع من قبل بعض النشطاء والمتابعين.

وعلقت دحان في منشور مطول على ما تعرضت له، قائلة:
"أنزل صورتي وما أشوف فيها أي استفزاز. بس كالعادة… أي شيء تعمله امرأة على الإنترنت يتحول لمصيبة عند البعض!"

وتطرقت دحان في منشورها إلى قضية أوسع وأعمق مما بدا مجرد خلاف على صورة، حيث سلطت الضوء على ما وصفته بـ"ازدواجية المعايير المجتمعية تجاه المرأة"، مشيرة إلى أن هناك دائمًا ميلًا لتضخيم أي فعل نسائي في الفضاء العام، خاصةً الرقمي، وتفسيره بطريقة سلبية أو مبالغ فيها، بينما تُتجاهل سلوكيات مشابهة أو أخطر لدى الذكور.

وأضافت في لهجة تنقد الواقع الاجتماعي:
"زمان قالوا إن دخول التلفزيون للبيت حرام وبيفسد المرأة، وبعده قالوا التلفون بيفسدها، واليوم السوشيال ميديا؟ أكيد بتفسدها! طيب، متى نبدأ نفكر أن الفساد مو في الأدوات، بل في العقول اللي تشوف كل شيء بالسلب إذا كان متعلق بالمرأة؟"

وتابعت دحان حديثها مؤكدة أن هناك فئة لا تزال مصرّة على تحميل المرأة وحدها مسؤولية "أخلاق المجتمع"، وهو أمر تراه مجحفًا وغير عادل، متسائلة عن سبب الصمت أو التبرير عند الحديث عن مظاهر الفساد والانحرافات السلوكية التي قد تظهر لدى بعض الرجال، والتي لا تقابل بنفس الحدة أو الاهتمام.
وقالت:
"الغريب أن صلاح المجتمع عندهم مربوط بسلوك المرأة فقط، أما فساد أغلب الرجال؟ ساكتين عنه أو يبرروا له ويطبطبوا عليه."

واعتبرت دحان أن هناك عقليات ترفض التطور والتكنولوجيا وتحاربهما باسم الأخلاق، لكن دائمًا يكون هذا على حساب النساء، وليس على حساب الأفكار الرجعية نفسها التي ترسخت في مجتمعاتنا.
وأكدت أن معايير الحكم على سلوكيات المرأة ما تزال تخضع لأفكار تقليدية وموروثات ثقافية تتعارض مع روح العصر الرقمي والانفتاح الذي يشهده العالم اليوم.

تصريحات دحان أثارت ردود فعل متباينة بين المتابعين، إذ برزت تعليقات مؤيدة ترى في كلامها دفاعًا مشروعًا عن حق المرأة في التعبير والمشاركة في الحياة العامة دون تمييز أو ازدواجية، فيما انتقدها آخرون باعتبارها تجاوزت حدود القيم المجتمعية المحافظة، خاصةً في بلد مثل اليمن يمر بظروف سياسية واجتماعية معقدة.

وتأتي هذه التصريحات ضمن نقاش مجتمعي متجدد حول دور المرأة في الفضاء الرقمي، وحدود حريتها في التعبير والظهور، إضافة إلى تأثير القيم التقليدية على مشاركتها في الحياة العامة، وسط تغيرات اجتماعية وسياسية تشهدها البلاد منذ سنوات.

وبغض النظر عن الجدل القائم، فإن موقف آية دحان يعكس حالة من الصراع الداخلي داخل بعض المجتمعات العربية، بين الانفتاح والتحديث من جهة، وبين المحافظة والتمسك بالمفاهيم التقليدية من جهة أخرى، مما يجعل من قضايا مثل هذه بؤرة ضوء على التحديات التي تواجهها المرأة في مسيرتها نحو المساواة والحرية.