• الرئيسية
• المشهد اليمني

دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، الدكتور رشاد العليمي، إلى مراجعة خارطة الطريق الأممية التي ترعاها سلطنة عمان، في ضوء التصعيد الحوثي الأخير والتصنيف الأمريكي الجديد للميليشيا كـ"منظمة إرهابية عالمية"، محذرًا من تجاهل التهديد الذي تمثله الجماعة المدعومة من إيران على الأمن البحري والمصالح الدولية في المنطقة.

وفي مقابلة مع الإعلامي المصري مصطفى بكري، لقناة "صدى البلد" ، أشار الرئيس العليمي إلى أن خارطة الطريق، بصيغتها الحالية، لا تعكس التغيرات الجوهرية في المعادلة السياسية والأمنية، مؤكدًا أن "المضي بها كما هي يمثل إجحافًا"، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي مطالب بإعطاء الأولوية لمقررات الشرعية ومخرجات التوافق اليمني.

وتطرق الرئيس العليمي إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تسببت في خسائر مباشرة تجاوزت سبعة مليارات دولار لقناة السويس المصرية خلال عام واحد فقط، معتبرًا ذلك "عدوانًا اقتصاديًا لا يخدم سوى أجندة الحرس الثوري الإيراني".

وأوضح أن الميليشيات الحوثية تستخدم الاقتصاد كورقة حرب، في إشارة إلى إصدار عملة معدنية جديدة، ما اعتبره العليمي "خروجًا عن كافة الالتزامات والتفاهمات السابقة".

كما أشار إلى أن قصف الحوثيين للمنشآت النفطية في أكتوبر 2022 أدى إلى توقف تصدير النفط الذي كانت الحكومة تعتمد عليه في تغطية نحو 70% من موازنتها، وهو ما أعاق خطط الحكومة في إعادة الإعمار وإحياء المؤسسات.

ورغم التحديات، قال الرئيس العليمي إن الحكومة الشرعية تمكنت من تغطية نحو 40% من الموازنة العامة عبر تنمية الموارد المحلية، فيما ساهمت المملكة العربية السعودية والإمارات في تغطية الفجوة من خلال دعم الرواتب والمشتقات النفطية.

وأكد أن مجلس القيادة الرئاسي، منذ تشكيله في أبريل 2022، ركّز على إعادة بناء مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل بشكل متكامل من العاصمة المؤقتة عدن لتعزيز الحضور القانوني والسياسي للدولة.

وأشاد الرئيس العليمي بالدور المصري، مؤكدًا تقدير اليمن لمواقف القاهرة الثابتة في دعم الشرعية، مشيرًا إلى تطلع بلاده للاستفادة من التجربة التنموية المصرية. وقال: "لن ننسى للرئيس عبد الفتاح السيسي مواقفه الداعمة لليمن".

كما جدّد موقف اليمن المبدئي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا دعم اليمن لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي، ورفض التهجير، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وتحدث الرئيس العليمي عن عدد من المشاريع الخدمية، منها بناء سدود للمياه في أبين وتعز والضالع ويافع، وتحقيق انتظام في صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين والدبلوماسيين، رغم الأزمة الاقتصادية.

كما كشف عن خطة طموحة لتطوير قطاع الثروة السمكية على طول الساحل اليمني، تمتد على أكثر من 2400 كم، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ودعم من دول إقليمية.