سيدة تُصاب بإغماءة مفاجئة في سوق جدر الشعبي بصنعاء.. وطفلها يبكي حسرةً على عجزه عن مساعدتها

شهد سوق جدر الشعبي في العاصمة صنعاء، صباح اليوم، مشهدًا مؤثرًا أثار موجة من الحزن والقلق بين المتسوقين، إثر سقوط امرأة مسنة مغشياً عليها على أرضية السوق، بينما حاول طفلها الصغير، لا يتجاوز عمره سنوات قليلة، إنتشالها من الأرض بلهفة ودموع متساقطة بحرقة، دون أن يتمكن من حملها أو مساعدتها.
الواقعة التي وقعت وسط زحام السوق النهاري، أثارت حالة من الذهول والارتباك بين المارة، الذين تجمعوا حول السيدة في محاولة لتقديم المساعدة، فيما بقي الطفل الصغير يصرخ ويتوسل، يشدّ بذلة والدته ويحاول جاهدًا جرّها من الأرض، في مشهد أظهر براءة الطفولة في مواجهة قسوة الواقع.
وأفاد شهود عيان أن السيدة كانت تتجول في السوق، ربما بحثًا عن لقمة عيش أو أدوات منزلية ضرورية، قبل أن تفقد توازنها فجأة وتسقط أرضًا دون سابق إنذار. ونفى البعض رؤية أي علامات عنف أو تدخل خارجي، ما يرجح أن الحادثة ناتجة عن حالة صحية مفاجئة.
ورغم سرعة تدخل بعض المواطنين لتقديم الإسعافات الأولية، إلا أن حالة السيدة بقيت مجهولة لفترة، قبل أن يتم نقلها إلى أحد المراكز الصحية القريبة لتلقي العلاج اللازم، بحسب مصادر طبية محلية.
وأثار الحدث تكهنات واسعة بين رواد السوق، حيث أشار البعض إلى أن السيدة قد تكون أُصيبت بإغماءة بسبب نقص التغذية أو الإرهاق الشديد، في ظل التدهور المعيشي الحاد الذي تعانيه غالبية الأسر اليمنية جراء استمرار الأزمة الإنسانية والاقتصادية الممتدة لسنوات.
وأعرب ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عن بالغ حزنهم إزاء المشهد، محذرين من أن مثل هذه الحالات باتت "مألوفة" في الشوارع والمحلات العامة، نتيجة تفشي الفقر، وانهيار المنظومة الصحية، وارتفاع معدلات سوء التغذية، خاصة بين النساء والأطفال.
وأكد مراقبون أن الحادثة تُعد صورة مصغرة من معاناة الشعب اليمني، حيث يعيش الملايين على حافة الكفاف، وسط نقص حاد في الخدمات الأساسية، وغياب شبه كامل للدعم الاجتماعي.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه حالة السيدة الصحية غير معروفة بدقة، يبقى صراخ الطفل ودموعه رمزًا مؤثرًا للهشاشة التي باتت تمتد إلى أبسط تفاصيل الحياة اليومية، داعين إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة ومؤسسات الإغاثة لتوفير الحماية الكافية للأسر المحتاجة، وتفادي المزيد من المآسي الإنسانية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.