في غزة.. الأطفال يموتون جوعاً قبل أن تصلهم المساعدات و 101 شهيد خلال ساعات

"لم نشهد كارثة إنسانية بهذا الحجم حتى في أكثر الحروب دموية"... بهذه الكلمات الصادمة وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" الوضع الحالي في غزة، حيث لا طعام، ولا كهرباء، ولا ماء، وسط قصف متواصل يخطف الأرواح حتى في طوابير المساعدات.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 60,239 شهيداً و146,894 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب وزارة الصحة في القطاع، التي أكدت أن المجاعة تفتك بالأطفال، بينما تقصف طائرات الاحتلال من ينتظرون رغيف خبز.
وفي الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فقط، استُشهد 101 فلسطيني، وأصيب 625 آخرون، بينهم ضحايا قضوا في أثناء انتظارهم مساعدات غذائية في مناطق مختلفة من القطاع.
وحدها مشاهد الدماء هي التي تتكرر؛ ففي شارع صلاح الدين، استهدف جيش الاحتلال تجمعاً لمنتظري المساعدات، ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينياً على الأقل، وإصابة أكثر من 60 آخرين، وفقاً لإدارة مستشفى العودة. أما شمال غزة ودير البلح وخان يونس، فشهدت غارات على خيام للنازحين ومنازل المدنيين أسفرت عن مقتل 13 شخصاً، بينهم 5 أطفال.
ولم تسلم مدينة رفح، حيث قُتل 4 فلسطينيين أثناء وقوفهم في طابور انتظار المعونات. ومع تصاعد المجازر اليومية، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشيرة إلى أن حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال تتضاعف يومياً، وأن عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بالجوع الشديد قد تضاعف ثلاث مرات خلال أسابيع.
وفي تصريحات خطيرة، قالت إيناس أبو خلف، مسؤولة الاتصالات في المنظمة: "لا مجال للعمل الإنساني في ظل هذا الحصار والقصف. ما يصل من مساعدات لا يكفي حتى لرمق الحياة، والناس يخاطرون بأرواحهم لأجل كيس طحين".
وانتقدت أبو خلف ما أسمته "محاولات تلميع الجريمة" عبر مبادرات إنسانية وهمية تُدار من خارج المنظومة الأممية، ووصفت مبادرة "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" التي تديرها إسرائيل والولايات المتحدة بأنها "غطاء للقتل اليومي بحق المدنيين".
من جهتها، أطلقت وكالة "أونروا" تحذيراً صريحاً، مؤكدة أن غزة تعيش "أسوأ سيناريو مجاعة في العالم"، داعية إلى "إغراق القطاع بالمساعدات فوراً لوقف الانهيار الكامل".
في النهاية، لا شيء يصف حجم الكارثة كما يصفه الدم الذي ينزف في طوابير المساعدات. غزة تُقتل، لا فقط بالقصف، بل بالجوع الذي يفتك بالصغار قبل الكبار، والعالم لا يزال يراقب بصمت مريب، إلا من بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع.