ويتكوف في غزة والتجويع يحصد الأرواح.. 53 شهيد من طالبي المساعدات خلال ساعات

رغيف الخبز بات ثمنه الدم، والانتظار على خطوط المساعدات تحوّل إلى مذبحة جماعية في قطاع غزة. خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، سقط 83 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم 53 ممن كانوا يصطفون بحثًا عن المساعدات الغذائية في مناطق متفرقة شمال وشرق القطاع، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة في غزة.
وفي حصيلة جديدة لجريمة ممنهجة، أعلنت الوزارة أن عدد الضحايا من منتظري المساعدات منذ 27 مايو/أيار الماضي ارتفع إلى 1383 شهيدًا و9218 مصابًا، وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم المجاعة وغياب الحد الأدنى من الاستجابة الإنسانية.
في شرق مدينة غزة، أكد الدفاع المدني أنه انتشل جثامين 18 شهيدًا من تحت أنقاض منازل دمرها القصف في حيي الزيتون والشجاعية، فيما أعلنت مستشفيات القطاع عن وصول 37 شهيدًا منذ فجر الجمعة، بينهم 12 من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات.
وفي مشهد نادر، زار المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف غزة لمدة 5 ساعات، برفقة السفير الأميركي في تل أبيب، حيث التقيا بمسؤولين من مؤسسات إنسانية، في تحرك يعكس حجم الكارثة المتفاقمة. وقال ويتكوف إن الزيارة جاءت بتوجيه مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمتابعة الوضع الإنساني على الأرض.
في المقابل، كشفت صحيفة معاريف العبرية عن تضاؤل خيارات إسرائيل لمواصلة عملياتها في غزة، في ظل انسداد الأفق السياسي وتعثر ملف تبادل الأسرى. ونقلت عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن الاجتماع الأخير بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وويتكوف حمل طابعًا استراتيجيًا، وسط احتمالات لاتخاذ قرارات حاسمة خلال أيام.
منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر مجددًا، داعية إلى فتح كل معابر غزة البرية الخمسة والسماح بدخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا. وقال متحدث باسم المنظمة: "الوضع في غزة كارثة من صنع الإنسان، وسينتهي فقط بإدخال الشاحنات، لا عبر الإنزال الجوي."
وفي ظل هذا الواقع الكارثي، تجاوزت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 حاجز 60,332 شهيدًا و147,643 مصابًا، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة، حيث لا يزال الموت يلاحق حتى أولئك الذين لا يطلبون سوى الطعام والدواء.