الإثنين 4 أغسطس 2025 04:46 مـ 10 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الحوثية.. مشروع يعيد النساء إلى زمن العبودية

الإثنين 4 أغسطس 2025 06:17 مـ 10 صفر 1447 هـ
الحوثية.. مشروع يعيد النساء إلى زمن العبودية

في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، تغيب المرأة اليمنية عن المشهد العام قسرًا بفعل منظومة فكرية سلالية تُقصيها وتُخضعها باسم الدين، وتُعيد إنتاج مفاهيم العبودية والتصنيف الطبقي في ثوب طائفي مغلّف بالشعارات، فما تتعرض له المرأة اليمنية اليوم هو تضييق اجتماعي وسياسة ممنهجة تسعى إلى تهميش دورها، وتجريدها من كرامتها، وتحويلها إلى تابع لا رأي له ولا قيمة لهويةٍ أو فكرٍ أو مساهمة.

إن تصريح كتصريح المدعو عبد العظيم الحوثي، والتي قال فيها أن "الحجاب مفروض فقط على الشرايف"، هو أكبر مثال على قناعة الحوثي الراسخة بأن النساء كائنات قابلة للتصنيف وفق الطبقية والنسب، تصريح كهذا يكشف بوضوح أن الحوثيين لا يفرّقون بين المرأة الحرة والجارية إلا بما تُمليه "السلالة".

طبّقت الميليشيا الحوثية فكرها العنصري على الأرض من خلال فرض قيود صارمة على حرية المرأة، بدءًا من اللباس المفروض على الفتيات في المدارس، مرورًا بمنع النساء من التنقّل دون "محرم"، ووصولًا إلى عزلها عن الوظائف العامة والمشهد الإعلامي والثقافي والسياسي، بل وحتى حرمانها من امتلاك الجوالات الذكية!!

ما يروّج له الحوثيون لا يمتّ إلى الإسلام بصلة ويُناقض جوهره الذي كرّم المرأة ومنحها مكانةً مساويةً للرجل في الإنسانية والحقوق والواجبات، فالحجاب في الإسلام عبادة وليس وسمٌ طبقي، والاحترام حق لكل امرأة لا امتياز محفوظ لفئة تُصنَّف باعتبارها "أرفع نسبًا".

ما يحدث اليوم هو استخدامٌ مفضوح للدين لتبرير سلوكٍ عنصري بحت، يسعى لتثبيت السلطة بوسائل الإذلال وتكريس الطبقية على حساب المرأة والأسرة والمجتمع، وما تواجهه المرأة اليمنية اليوم هو اختبار حقيقي للمجتمع، فالسكوت عن إذلال النساء هو تواطؤ مع مشروعٍ سلالي يهدد بنية المجتمع ويزرع بذور الفتنة والتمييز والكراهية.

التاريخ ليس بعيدًا، فاليمنيات كنّ جزءًا من الثورة على الإمامة الأولى وشاركن في هدم صروح التمييز والوصاية، وهنّ اليوم قادرات على تكرار المشهد، بل أقرب من أي وقتٍ مضى لاستعادة حريتهن ومكانتهن دورهن الريادي في بناء وطنٍ يتّسع للجميع، لا مكان فيه لكهنوتٍ يختطف الدين، ولا لسلالةٍ تتعالى على الناس ولا لفكرٍ يُقصي المرأة ويختزلها في النسب والطاعة.

موضوعات متعلقة