جامعة الدول العربية: خطة احتلال غزة عدوان على كل العرب

في وقت تتصاعد فيه ألسنة اللهب من غزة وتشتد رائحة البارود في سماء المنطقة، اجتمع المندوبون الدائمون في جامعة الدول العربية بالقاهرة، في جلسة طارئة اليوم الأحد، لمناقشة ما اعتبروه أخطر مخطط إسرائيلي منذ عقود: خطة لاحتلال كامل قطاع غزة.
هذا التحرك العربي جاء بناءً على طلب من دولة فلسطين، وسط تحذيرات من أن تنفيذ الخطة لن يكون مجرد عدوان على أرض محاصرة، بل صفعة مباشرة للأمن القومي العربي ومصالحه السياسية والاقتصادية.
في بيانه الختامي، صاغ المجلس العربي موقفاً حاداً، مندداً بما وصفه بـ"العدوان السافر" الذي يهدد الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي. وأكد أن خطة إسرائيل، التي أقرها المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" فجر الجمعة، تمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي، إذ تبدأ بتهجير سكان مدينة غزة، البالغ عددهم نحو مليون نسمة، نحو الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء السكنية، قبل الانتقال إلى مرحلة ثانية تستهدف احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
التحذيرات العربية لم تقتصر على الجانب السياسي، بل امتدت إلى البعد الإنساني الكارثي، حيث طالب المجلس المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بالضغط على إسرائيل لوقف ما وصفه بجرائم الإبادة والتجويع والتهجير القسري. وأشار إلى ضرورة كسر الحصار وإدخال مساعدات إغاثية كافية براً وبحراً وجواً بالتعاون مع الأمم المتحدة، في مواجهة سياسة "التجويع كسلاح حرب" التي تسببت حتى الآن في وفاة مئات المدنيين، نصفهم من الأطفال.
كما أدان المجلس ما وصفه بـ"مصائد الموت" التي نصبتها قوات الاحتلال تحت غطاء ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي حصدت أرواح نحو 1500 شهيد وآلاف الجرحى. وفي سياق التحرك العملي، دعا المجلس إلى تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤوليات الحكم كاملة في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، في إطار برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، حث البيان الأعضاء العرب في مجلس الأمن، الجزائر والصومال، على تقديم مشروع قرار يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات دون قيود، كما دعا جميع الدول إلى اتخاذ إجراءات قانونية واقتصادية ضد تل أبيب، ومنع تصدير الأسلحة والمواد العسكرية إليها، وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين قضائياً عن جرائم الحرب.
وفي ختام البيان، شدد المجلس على أهمية حشد الجهود الشعبية والحقوقية حول العالم لتوثيق الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، مؤكداً أن مواجهة هذا المخطط الإسرائيلي ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل معركة عربية ودولية للحفاظ على ما تبقى من القانون والإنسانية في المنطقة.