مجلس السيادة السوداني يثير الجدل حول مثلث حلايب وشلاتين ولجان الثورة تحذر

اشتعلت الساحة السياسية في السودان بعد تداول تقارير إعلامية مصرية تفيد بأن مجلس السيادة السوداني وافق على سيادة مصر في مثلث حلايب وشلاتين، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من لجان الثورة وعدد من القوى الشعبية. وأكدت لجنة مقاومة امتداد شمبات الأراضي بالخرطوم بحري في بيان شديد اللهجة، أن مثلث حلايب وشلاتين أرض سودانية لا تقبل الجدل، وأن أي محاولة للتنازل عنها تمثل خيانة للشعب السوداني.
بيانات حاسمة من لجان المقاومة
في رد مباشر على هذه الأنباء، شددت لجنة المقاومة على أن الشعب السوداني لن يسمح بالتفريط في شبر من ترابه الوطني، معتبرة أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام المصرية لا يعكس إرادة السودانيين. وأوضحت اللجنة أن التغيير الجاري في السودان سيشمل إسقاط السياسات التي وصفتها بالضعيفة، حتى يتم استرداد مثلث حلايب وشلاتين كاملاً.
تصعيد في أم درمان
كما أصدرت لجنة مقاومة الثورة في الحارة الثامنة بأم درمان بياناً آخر، اعتبرت فيه أن الاعتراف بسيادة مصر على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد قرار مصيري اتخذ دون الرجوع للشعب، ويمثل خيانة تاريخية. وأشارت اللجنة إلى أن هذه القرارات تأتي في وقت يعاني فيه السودانيون من الجوع والحصار في مناطق مثل الفاشر وكادوقلي والدلنج، بينما يقاتل الجيش السوداني بشجاعة ضد قوات الدعم السريع.
انتقادات للأنظمة السودانية السابقة
البيانات الغاضبة لم تتوقف عند رفض القرارات الحالية، بل امتدت لانتقاد الأنظمة السابقة، بدءاً من فترة الفريق إبراهيم عبود، مروراً بحكم الرئيس المعزول عمر البشير، وصولاً إلى ما وصفته لجان المقاومة باعتراف مجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالسيادة المصرية على المثلث. وأكدت اللجان أن مثلث حلايب وشلاتين سيظل قضية محورية في الوعي الوطني السوداني.
خلفيات النزاع الحدودي
يعود النزاع حول مثلث حلايب وشلاتين إلى تسعينيات القرن الماضي حين سيطرت مصر على المنطقة، ورفضت منذ ذلك الحين إخلاء قواتها. وعلى مدى سنوات، دأب السودان على تقديم شكاوى سنوية إلى الأمم المتحدة للمطالبة باستعادة المثلث، دون تحقيق أي تقدم ميداني. وكشفت تقارير إعلامية عن خطاب أرسله مجلس السيادة في مايو الماضي يعترف بسيادة مصر على المنطقة، ما فجر موجة من الغضب الشعبي.
تصريحات خبراء الحدود
في تصريح لافت، أكد معاذ تنقو، المدير السابق للمفوضية السودانية لترسيم الحدود، أن النزاع لا يقتصر على مثلث حلايب وشلاتين، بل يشمل مناطق أخرى ضمتها مصر إلى حدودها. وأوضح أن القضية أوسع من المثلث المتنازع عليه، وأن غياب الشفافية حول هذه الملفات يثير قلقاً شعبياً متزايداً.