الخميس 28 أغسطس 2025 11:14 مـ 5 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

وزير بالشرعية يهز عرش الحوثيين بضربة استباقية موجعة

الخميس 28 أغسطس 2025 10:04 مـ 5 ربيع أول 1447 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

يدرك كبار القادة في ميليشيا الحوثي وعلى رأسهم زعيمهم "عبد الملك الحوثي " إن التحالفات السياسية تتقلب وتتبدل وتتغير، ويكون التغيير جذريا في كثير من الأحيان، وفقا للمصالح والظروف الإقليمية والدولية، ولعل الدرس الذي حدث لحزب الله والفشل الإيراني الذريع لإنقاذ قاداته من الاغتيالات، وكذلك عجزها التام في الدفاع عن الحزب الذي يتعرض لضغوط هائلة لتسليم أسلحته، وربما ينتهي الحزب إلى الأبد لأن رفضه لتسليم الأسلحة سيجعله يخوض حرب أهلية طاحنة سيكون الخاسر فيها، فإيران لن تستطيع ان تسعفه لا بالسلاح ولا بالمال، بينما الجيش والحكومة اللبنانية سيكون لهم دعم هائل يمكنهم من تحقيق النصر الذي سيدفع ثمنه الشعب اللبناني.

216.73.216.45

لذلك فإن القادة الحوثيين، وخاصة السياسيين منهم يعتبرون إن عزلتهم ستكون كارثية وعليهم التحرك في هذا الجانب لكسب حلفاء، فهم يخشون أن ينظر إليهم كفئة منبوذة يجدون معارضة هائلة ورفض تام من المجتمع اليمني والإقليمي والدولي، فاليمنيين يرفضون أن يحكمهم فئة تعد نفسها أرقى منهم وأعلى شأنا ومكانة وبالتالي يتعاملون معهم بدونية وازدراء، ولقد وضع وزير الخارجية شائع الزنداني أمامهم خيار مثالي يجنب البلد الحرب والدمار من جهة، وكذلك يجعلهم مشاركين في الحكم كطرف يمني مثله مثل بقية الأطراف من جهة أخرى.

فاليمن تتسع للجميع، ولا ينبغي لأي طرف من الأطراف أن يستفرد بحكم اليمن، وكشف الوزير الزنداني إن هذا لن يتحقق إلا بالسلام الشامل والعادل الذي يحقق مصلحة الجميع، وبما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اليمني في حياة مستقرة ومزدهرة، تنهي معاناتهم الطويلة، والتي لا يزال الشعب اليمني يكتوي بنيرانها.

لذلك فإن التحركات التي يقوم بها وزير الخارجية الزنداني على كافة المستويات والأصعدة اقليما ودوليا، لكسب الرأي العام العالمي، والتأثير على صناع القرار في الدول الفاعلة تثير مخاوف كبيرة لدى الحوثيين، خاصة وإن الوزير أعلن رسميا خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، بسفيرة مملكة هولندا، أن عمل وزارة الخارجية انتقل بشكل نهائي إلى عدن.

هذا الحراك السياسي الذي يقوم به الوزير الزنداني من شأنه ان يجعل كافة دول تعرف عن قرب مدى تعنت الحوثيين لتحقيق السلام، وبالتالي
ستنخرط بشكل مباشر في العمل على حل الأزمة اليمنية من خلال نقل سفاراتها وقنصليتها إلى العاصمة المؤقتة عدن ، وبالتالي سينظر إلى العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين بأنها الطرف الذي ينبذ السلام ويسعى للحرب ضد الشعب اليمني بأكمله.

ليس هذا فحسب، بل إن انتقال السفارات للعاصمة المؤقتة عدن، سوف يعزز من مكانة الحكومة المعترف بها دوليا والتعاطي معها في مختلف القضايا التي تمس اليمن وأمنه واستقراره، وسيشكل ضربة قاضية لميليشيات الحوثي، مما سيجعلهم أمام خيارين لا ثالث لهما، فأما السلام الشامل والعادل، أو الحرب مع كافة أطياف الشعب اليمني الذي لن يقبل أن يحكمه شخص يعتقد انه أرقى منه، فنظرة الحوثيين لليمنيين أسوأ من نظرة هتلر للشعوب الأخرى.

الوزير الزنداني، يعتبر واحدا من أبرز الوزراء في الحكومة الشرعية، فهو يتمتع بعقلية ناضجة وحنكة دبلوماسية وخبرة كبيرة في معترك السياسة، فهو يستغل كل ذلك ليس لتحقيق مصالحه الشخصية او مصالح حزبه، فالوزير الزنداني يعتبر الوطن فوق كل الاحزاب، وينظر للمواطنين بعين المسؤول المخلص والشريف، ولذلك فكل جهوده تصب بما يعود بالخير والفائدة على الوطن والمواطنين، وقد أشار إلى أن الحراك الدبلوماسي في عدن ورغبة عدد من السفارات في استئناف نشاطها من العاصمة المؤقتة يحظى بترحيب الحكومة وأوضح الزنداني في المقابلة التي أجراها مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن عدد السفراء المعتمدين لدى الحكومة اليمنية تجاوز 70 دولة، مشيرًا إلى أن روسيا بدأت إجراءات إعادة فتح سفارتها في عدن، فيما تستعد الهند لافتتاح قسم قنصلي بعد توقف دام منذ عام 2014. كما يتم التحضير لتهيئة الظروف المناسبة لافتتاح مكاتب رئيسية للمنظمات الدولية في عدن، بعد أن كانت تمارس نشاطها من صنعاء.

موضوعات متعلقة