جدل يمني واسع بعد وصف المبعوث الأممي لقيادات حوثية بـ”الوسطاء السياسيين”!!

أثار ورود وصف "الوسطاء السياسيين" في بيان لمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بشأن مقتل وإصابة قيادات حوثية بالقصف الإسرائيلي الأخير على صنعاء، غضباً واسعاً في الأوساط اليمنية، وسط اتهامات للمنظمة الدولية بتضليل الرأي العام بشأن أدوار قيادات بارزة في جماعة الحوثي.
216.73.216.166
الإعلامي اليمني رياض الدبعي أوضح في تعليق له أن البيان الأممي أشار إلى وجود "وسطاء سياسيين" بين الضحايا، موضحاً أن المقصود تحديداً هو جمال عامر، الذي شغل منصب وزير خارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً. وقال الدبعي: "تعامل مكتب المبعوث معه كوسيط سياسي يوحي وكأنه شخصية محايدة، بينما هو في الحقيقة مسؤول رسمي في جماعة انقلابية مصنفة كميليشيا مسلحة، وهو ما يثير تساؤلات حول معايير مكتب المبعوث الأممي".
وفي سياق متصل، نفى مكتب المبعوث الأممي في بيان رسمي صحة الأنباء المتداولة عن نقل قيادات حوثية جواً عبر رحلات أممية من مطار صنعاء إلى الخارج للعلاج، مؤكداً أن: "الادعاءات المتداولة بأن رحلات الأمم المتحدة الجوية قد استُخدمت في الأيام الأخيرة لنقل أشخاص غير عاملين في المجال الإنساني أو غير تابعين للأمم المتحدة هي ادعاءات باطلة وغير صحيحة".
غير أن الإعلامي اليمني مصطفى ناجي انتقد هذا النفي، وكتب معلقاً: "من لا يمتلك الشجاعة في تبرير عمل إنساني، لن يمتلك الشجاعة في إرساء السلام… كان يمكن تبرير إسعاف جرحى الحرب بأنه عمل إنساني، لكن المنظمة أرادت التغطية على تجاهلها لموظفيها المعتقلين وفشلها في التفاوض الجاد لإنقاذهم، عبر التشكيك في مصداقية الصحافة. هذه اللغة ليست صك براءة، بل إهانة متعمدة لمبادئ الأمم المتحدة وإعلان لفقدان آخر رصيد من مصداقيتها".
وبحسب مصادر محلية وصحفية، فقد غادرت صباح الاثنين طائرتان تابعتان للأمم المتحدة مطار صنعاء الدولي، وعلى متنهما نحو 40 جريحاً من الحوثيين أصيبوا في القصف الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعاً لقيادات الجماعة الخميس الماضي.
وكان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ قد أعرب في وقت سابق عن "قلقه البالغ" إزاء مقتل وإصابة من وصفهم بـ"وسطاء سياسيين" في الضربة الجوية، محذراً من تحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي أوسع، وداعياً إلى وقف فوري للهجمات والعودة إلى القنوات الدبلوماسية.