الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 09:58 مـ 10 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”لم يكن يعلم أن خطوته التالية ستكون الأخيرة… لغم مضاد للدروع يفجّر حياة شاب في حيس”

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 07:06 مـ 10 ربيع أول 1447 هـ
حيس
حيس

في مشهدٍ يُعيد تسليط الضوء على كارثة إنسانية مستمرة، قُتل شاب يمني وأُصيب آخر بجروح بالغة جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات ميليشيا الحوثي، في قرية بيت عفده جنوب مديرية حيس بمحافظة الحديدة.

216.73.216.166

الحادث، الذي وقع الثلاثاء، لم يكن مجرد حادث عرضي، بل هو جزء من سلسلة جرائم صامتة تُرتكب ضد المدنيين، عبر ألغام مزروعة بدم بارد في منازلهم وطرقاتهم.

ففي صباحٍ بدا كأي صباح عادي، تحوّل إلى كارثة مأساوية لعائلة عفده، حيث استشهد سلمان سالم عفده (22 عامًا) على الفور جراء انفجار لغم مضاد للدروع من مخلفات ميليشيا الحوثي الإرهابية، في محيط منزله بقرية بيت عفده. وفقًا لمصادر محلية، كان الشاب يقف قرب مدخل منزله، حين انفجر اللغم الذي يُعتقد أن الميليشيا زرعته قبل انسحابها القسري من المنطقة في نوفمبر 2021.

الانفجار لم يكتفِ بحياة سلمان، بل أصاب شقيقه الأكبر سعيد عفده (28 عامًا) بإصابات خطيرة، خصوصًا في الساقين والبطن، ما استدعى نقله فورًا إلى النقطة الطبية التابعة للقوات المشتركة. وبعد تلقيه الإسعافات الأولية، تم تحويله إلى المستشفى الميداني في الخوخة لتلقي العلاج المتخصص، لا يزال يخضع للعلاج تحت المراقبة الشديدة.

ووفق تقارير الأمم المتحدة، زرعت ميليشيا الحوثي أكثر من 3 ملايين لغم في مختلف مناطق اليمن، جعلت اليمن واحدة من أكثر الدول تضررًا من الألغام الأرضية في العالم. وتُعد محافظة الحديدة من أكثر المناطق تضررًا، حيث تم رصد آلاف الألغام في القرى السكنية والطرقات الزراعية.

الخلفية: جريمة منظمة تحت الأرض

لا يُنظر إلى هذا الحادث كحادث فردي، بل كجزء من سياسة متعمدة من قبل الميليشيا الحوثية، تهدف إلى بث الرعب وزرع الموت في صفوف المدنيين حتى بعد انسحابها من المناطق المحررة. وقد سبق أن حذرت منظمات إنسانية مثل هيومن رايتس ووتش والاتحاد الدولي للصليب الأحمر من أن الألغام الحوثية تشكل "تهديدًا وجوديًا" لحياة السكان العائدين إلى مناطقهم بعد التحرير.

وتشير التقارير إلى أن بيت عفده ليست الوحيدة التي تعاني من هذه الكارثة، بل تضم العشرات من القرى في جنوب الحديدة شبكات معقدة من الألغام الأرضية، بعضها مموَّه بذكاء، ويصعب اكتشافه دون أجهزة متخصصة.

ردود فعل ودعوات عاجلة

في أعقاب الحادث، دعت مصادر محلية وحقوقية إلى تسريع عمليات نزع الألغام وزيادة الدعم للفرق الهندسية العاملة في الحديدة، خاصة مع تزايد عدد الضحايا من الأطفال والنساء. كما طالبت بتوسيع نطاق الحملات التوعوية لحماية السكان من المخاطر المحيطة.

"الحوثيون لا يزرعون الألغام فقط، بل يزرعون اليأس. كل شهيد من بيت عفده هو ضحية حرب لا تنتهي، رغم توقف إطلاق النار." — ناشط محلي من الحديدة