الارهابي مطلق عامر المراني… الوجه الأمني القاتم للمليشيات الحوثية (13-20)

في دهاليز الجماعات المسلحة دائما ما يطل وجه أكثر ظلمة من غيره وجه لا يكتفي برفع الشعارات ولا بالخطابات ويحترف صناعة الخوف وتحويل حياة الناس إلى رهائن الارهابي مطلق عامر المراني واحد من أكثر الشخصيات الحوثية إثارة للرعب والجدل الذي أدار شبكة معقدة من القمع والابتزاز والاغتيالات حتى صار يلقب بالمهندس الخفي لانتهاكات المليشيات الارهابية الحوثية.
216.73.216.131
الارهابي المراني لم يظهر كزعيم ميداني يرفع البندقية وانما كظل يطارد الجميع من منظمات إغاثية دولية وصحفيين وناشطين وحتى أطفال لم يسلموا من قبضته فهو النموذج الأوضح لتحول جهاز أمني إلى ماكينة رعب ولتحويل المساعدات الإنسانية إلى سلاح سياسي ومالي بيد المليشيات التي لا ترى في اليمنيين إلا وقود لمشروعها.
ينحدر الارهابي المراني من بيئة اجتماعية قريبة من الجوف وصعدة وتمددت الأفكار السلالية والطائفية التي شكلت قاعدة المشروع الارهابي الحوثي وتربى في أجواء مشبعة بثقافة الكهنوت والارتباط العقائدي بإيران الأمر الذي جعله منذ وقت مبكر عنصر مؤمن بالمشروع أكثر من إيمانه بالوطن أو المجتمع اليمني وهو جزء من الدائرة الأمنية الضيقة للمليشيات الارهابية ما مكنه من الصعود سريعا مع إخوته (عامر وزيد وعباس والحسين) ليصبحوا جميعا أذرع نافذة داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للمليشيات الحوثية.
صعود الارهابي المراني ليس بالصدفة فقد تدرج حتى وصل إلى منصب ما يسمى بنائب رئيس جهاز الأمن القومي للمليشيات الحوثية الارهابية وهو الجهاز الذي يعادل أجهزة الاستخبارات في الدول وبالموقع الحساس صار المتحكم الأول في ملفات الرقابة الداخلية والاعتقالات والملف الأمني المتعلق بالمنظمات الدولية والإغاثية.
دور الارهابي المراني تجاوز الإطار التقليدي للأمن وتحول إلى رجل المهمات القذرة الذي ينفذ توجيهات مباشرة بفرض القيود على الحركة الإنسانية والتحكم في دخول وخروج الموظفين الدوليين وصاحب قرار من يدخل اليمن ومن يمنع ومن يستحق الوصول إلى المساعدات ومن يحرم منها في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.
سجل الارهابي المراني الدموي مثقل بالانتهاكات التي لا تحصى ولعب دور بارز في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية واستغلالها كأداة ابتزاز سياسي ومالي ووضع قوائم بالمستفيدين بما يخدم مصالح المليشيات وفرض حصار على الفئات الأشد فقرا إلا إذا أعلنت ولاءها للمليشيات لكن جريمته الكبرى تكمن في الانتهاكات بحق المعتقلين فقد تورط بشكل مباشر في التعذيب والإخفاء القسري وحرمان السجناء من الرعاية الطبية حتى الموت وإشرافه على تجنيد النساء واستغلالهن في عمليات الابتزاز الأمني فضلا عن مسؤوليته عن تعذيب الأطفال المعتقلين في سجون المليشيات والأفعال هذه جعلت اسمه مرادف للرعب في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات الارهابية.
الارهابي المراني كان ولايزال بمثابة رمانة الميزان في الأجهزة الأمنية للمليشيات عبر نفوذه في الأمن القومي للمليشيات وأحكم سيطرته على خصومه وحتى على شركائه وضمن ولاء مطلق لقيادة المليشيات السلالية كما انه واحد من أهم أدوات الربط بين المليشيات الحوثية والمشروع الإيراني ليس عبر التنسيق الأمني وانما من خلال التحكم في المساعدات الدولية بما يتيح للمليشيات الاستفادة منها كورقة ضغط سياسي وكان ينفذ أجندة مزدوج إبقاء الداخل اليمني تحت الخوف والحرمان وإبقاء الخارج تحت ابتزاز إنساني دائم.
الارهابي مطلق عامر المراني قيادي أمني داخل مليشيات الحوثي والعقل الإجرامي الذي نقلها من ميليشيا مسلحة إلى دولة بوليسية مصغرة تتحكم في أرزاق الناس وتطارد أنفاسهم وتستثمر في معاناتهم والوجه الذي يكشف بوضوح أن مليشيات الحوثي لا يكتفون بالرصاص في جبهات القتال ويديرون حرب في الكواليس حرب المساعدات وحرب السجون وحرب الابتزاز.
وإذا كان للمليشيات الارهابية الحوثية واجهات سياسية ودينية تبيع الوهم فإن الارهابي المراني جسد الوجه الأمني القاتم وجه لا يعرف إلا لغة الترهيب والارهاب ولا يرى في ابناء اليمنيين إلا أدوات لتمويل مشروع طائفي يتجاوز حدود الوطن إلى خدمة إيران ومصالحها في المنطقة.