”ملفه بيد زعيم الحوثي”.. كواليس جديدة في قضية محمد قحطان تُصعّد التوتر وتُربك الأسرة!

في تطور خطير يُعيد فتح ملف الاعتقالات السياسية في اليمن، كشفت منظمة "سام للحقوق والحريات" عن معلومات مثيرة حول مصير السياسي البارز محمد قحطان، المختفي قسرًا منذ أشهر في سجون جماعة الحوثي.
216.73.216.139
وتشير المعطيات إلى أن ملفه لم يعد مجرد قضية إدارية، بل أصبح تحت السيطرة المباشرة لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في إشارة واضحة إلى حساسيته البالغة على الصعيد الداخلي.
حيث أكدت منظمة "سام للحقوق والحريات"، في تقرير حديث صدر اليوم، أن أسرة السياسي محمد قحطان تلقت رسالة غير رسمية لكنها حاسمة من قيادات عليا داخل جماعة الحوثي، مفادها:
"ملف محمد قحطان بيد الزعيم عبدالملك الحوثي، ولا يُسمح لأي طرف بالتدخل فيه".
وأضافت المنظمة أن هذه الرسالة، التي وصلت عبر قنوات وسطاء محليين، تعكس طبيعة التعامل مع قحطان باعتباره "قضية أمنية عليا"، وليس مجرد معتقل سياسي عادي.
ووفق مصادر حقوقية مطلعة، فإن هذا التصعيد يُنذر بخطر داهم على حياة قحطان، خاصة في ظل غياب أي إجراءات قانونية شفافة أو زيارات رسمية له منذ اعتقاله.
وكان محمد قحطان، القيادي في حزب الاصلاح ، قد اعتُقل في العاصمة صنعاء ، في ظروف غامضة، دون إعلان رسمي من الجماعة الحوثية أو إتاحة فرصة للمحاكمة العادلة.
ومنذ ذلك الحين، تضاربت الأنباء حول مكان احتجازه، فيما تؤكد عائلته أنه لم يُسمح لهم برؤيته أو التواصل معه بشكل مباشر.
أرقام صادمة تسلط الضوء على حجم الانتهاكات:
- وفق تقرير صادر عن "سام" في 2023، بلغ عدد المعتقلين السياسيين في مناطق سيطرة الحوثيين أكثر من 1,800 شخص، بينهم صحفيون، ناشطون، وقيادات حزبية.
- 78% من هؤلاء لم تُوجه إليهم تهم رسمية، وحوالي 60% لم يخضعوا لأي إجراء قضائي منذ أكثر من عام.
ماذا يعني "الملف بيد الزعيم"؟
يُعد هذا التصريح دلالة قوية على أن قضية قحطان تتجاوز كونها مجرد احتجاز، وتدخل في صلب الصراعات السياسية والحسابات الأمنية داخل الكيان الحوثي. وتشير تحليلات سياسية إلى أن قحطان، بحكم خلفيته التنظيمية وعلاقته الواسعة بالساحة السياسية اليمنية، قد يكون يمتلك معلومات حساسة أو يُنظر إليه كرمز يهدد الاستقرار الداخلي للجماعة.
كما يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها رسالة ترهيب مزدوجة: الأولى موجهة للأسرة وللجهات الوسيطة التي تحاول التدخل، والثانية لإرسال إشارة داخلية بأن "لا أحد فوق الزعيم"، وأن القرار النهائي في يد عبدالملك الحوثي وحده.