• الرئيسية
• منوعات

أقرت المفوضية الأوروبية فرض غرامة جوجل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 2.95 مليار يورو، أي ما يعادل 3.5 مليار دولار، بعد أن أكدت التحقيقات استغلال الشركة الأمريكية قوتها السوقية في مجال الإعلانات الرقمية، وتعد هذه العقوبة واحدة من أكبر الغرامات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شركة تكنولوجية عملاقة خلال السنوات الأخيرة.

تفاصيل المخالفات في سوق الإعلانات

216.73.216.139

خلصت المفوضية إلى أن جوجل قامت بممارسات غير قانونية، عبر تفضيل منصتها الإعلانية AdX على حساب المنافسين، سواء باستخدام خادم الإعلانات الخاص بالناشرين أو عبر أدوات شراء المساحات الإعلانية، واعتبرت هذه السلوكيات إخلالًا بقواعد المنافسة العادلة، وألزمت الشركة بوقف هذه الممارسات خلال 60 يومًا وإيجاد آليات واضحة لفصل تضارب المصالح في سلسلة الإعلانات الرقمية.

تصريحات المفوضية الأوروبية

قالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا إن المطلوب من جوجل تقديم خطة جادة لإصلاح الوضع القائم، وأكدت أن الأسواق الرقمية يجب أن تقوم على الشفافية والثقة، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي لن يتردد في فرض عقوبات أشد إذا لم تلتزم الشركة بوقف التجاوزات، وأضافت أن حماية المنافسة مسؤولية تقع على عاتق المؤسسات العامة لمنع أي شركة مهيمنة من استغلال قوتها.

رد جوجل على الغرامة

من جانبها، أعلنت جوجل رفضها لقرار المفوضية الأوروبية، مؤكدة أنها ستلجأ للطعن أمام المحاكم، وأوضحت في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال أن خدماتها ليست منافية للمنافسة، مشيرة إلى أن السوق يوفر بدائل كثيرة للناشرين والمعلنين، وهو ما ينفي وجود احتكار فعلي.

سجل العقوبات السابقة والانتقادات الأميركية

تعد الغرامة الجديدة ثاني أكبر عقوبة يفرضها الاتحاد الأوروبي على جوجل، بعد غرامة قياسية بلغت 5 مليارات دولار عام 2018، كما أثارت الخطوة انتقادات من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي وصف عبر منصة “تروث سوشيال” الغرامات الأوروبية بأنها إجراءات غير عادلة ضد شركات التكنولوجيا الأميركية، ملمحًا إلى إمكانية فتح تحقيق بموجب المادة 301 لمواجهتها.

الموقف القانوني في الولايات المتحدة

في سياق موازٍ، حصلت جوجل على حكم قضائي أقل حدة داخل الولايات المتحدة، حيث أكد قاضٍ فيدرالي أن الشركة انتهكت بعض قواعد مكافحة الاحتكار لكنه اكتفى بفرض قيود محدودة، رافضًا المقترحات التي طالبت ببيع متصفح كروم أو نظام أندرويد كحل جذري، ويشير هذا التباين إلى اختلاف الرؤى بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع الشركات العملاقة في القطاع الرقمي.

مستقبل جوجل بعد الغرامة الأوروبية

تشكل غرامة جوجل من الاتحاد الأوروبي ضغوطًا كبيرة على الشركة لتعديل سياساتها الإعلانية، وقد تفتح الباب أمام مزيد من التشريعات الأوروبية التي تستهدف ضبط سوق الإعلانات الرقمية، ومن المتوقع أن تتابع الحكومات والمؤسسات التنظيمية في العالم هذه القضية عن قرب، ما قد يغير مستقبل المنافسة في قطاع التكنولوجيا عالميًا.