الإثنين 8 سبتمبر 2025 04:05 صـ 16 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

”لا كسيدة أولى.. بل كطالبة”: لحظة مؤثرة لزوجة الرئيس السوري”الشرع” في حفل تخرجها بجامعة إدلب

الإثنين 8 سبتمبر 2025 01:28 صـ 16 ربيع أول 1447 هـ
لطيفة الدروبي زوجة الشرع
لطيفة الدروبي زوجة الشرع

في لحظة تُعدّ ملهمة ومثيرة للإعجاب، توجت السيدة لطيفة الدروبي، عقيلة الرئيس السوري أحمد الشرع، مسيرةً طويلة من التحصيل العلمي بالحصول على شهادة البكالوريوس في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة إدلب، وذلك خلال حفل تخرج كبير أقيم اليوم الأحد في حرم الجامعة، وسط حضور رسمي وشعبي لافت.

216.73.216.139

ووقفت الدروبي أمام الحشود من الخريجين وأساتذة الجامعة وذويهم، لتجسد صورة المثابرة والعزيمة، حيث ألقت كلمة مؤثرة أكدت فيها أن هذا اليوم ليس مجرد احتفاء بتخرّج طالبة، بل هو تجسيد لحلمٍ سوري حقيقي تحقق رغم التحديات.

وقالت الدروبي في كلمتها:

"في هذا اليوم الاستثنائي، أكون معكم لا كسيدة أولى، بل كطالبة سورية حملت في قلبها حلماً وسارت إليه رغم التحديات، لتكمل مسيرتها العلمية في جامعة إدلب الغالية. هذا المكان الذي يُنبض بالعلم والأمل، كان شاهداً على ليالٍ من السهر، وساعات من المثابرة، وصبرٍ لا ينضب".

وأضافت:

"التعليم ليس امتيازاً، بل حقٌ لكل مواطن، وكل امرأة، وكل شاب في بلادنا. ومن هذا المنبر، أدعو الشباب والفتيات إلى المضي قدماً في طريق المعرفة، فالمستقبل يُبنى بالعقول لا بالسلاح".

وشهد الحفل حضور الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي تابع مراسم التخرج بجانب كبار المسؤولين في الدولة، وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، إلى جانب ممثلي المؤسسات التعليمية والثقافية. وعبّر الرئيس، خلال لقائه بعمادة الجامعة، عن فخره بما وصلت إليه المؤسسة من تطور أكاديمي، مؤكداً أن "التعليم يظل الركيزة الأساسية لإعادة بناء الوطن وتعزيز الهوية الوطنية".

وقد تلقت لطيفة الدروبي الشهادة في تخصص اللغة العربية وآدابها، بعد سنوات من الدراسة المتوازنة بين مهامها العائلية والوطنية، وبين التزامها بتحصيلها الأكاديمي، ما جعل قصتها تُصنف كنموذج للمرأة الطموحة في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد.

جامعة إدلب: رمزٌ للصمود والعلم

وتعتبر جامعة إدلب، التي تأسست في ظل ظروف محفوفة بالتحديات، واحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية التي استمرت في أداء رسالتها التعليمية رغم الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة. وقد أولت إدارة الجامعة اهتماماً خاصاً بدعم الطلاب من مختلف الشرائح، وتطبيق سياسات تعليمية شاملة تضمن استمرارية العملية التعليمية.

وأشاد عدد من الأساتذة بالدور الذي لعبته السيدة لطيفة الدروبي خلال فترة دراستها، مشيرين إلى تواضعها وانضباطها الأكاديمي، وقدرتها على الاندماج الكامل مع زملائها من دون أي امتيازات. وقال الدكتور محمد العلي، أستاذ الأدب الحديث:

"كانت لطيفة نموذجاً يُحتذى به في الالتزام. لم تطلب أي تسهيلات، وشاركت في النشاطات الطلابية، وقدمت أبحاثاً متميزة. هذا التخرّج ليس فقط نجاحاً شخصياً، بل رسالة أمل لكل من يشك في إمكانية تحقيق الأحلام".

ردود فعل واسعة وتفاعل إعلامي

وسرعان ما انتشر خبر تخرج السيدة لطيفة الدروبي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت اسمها قائمة المواضيع الأكثر تداولاً في سوريا وعدد من الدول العربية، معبرين عن إعجابهم بمسيرتها، ووصفوا خطوتها بأنها "رمز للتمكين، والتعليم، والكرامة الوطنية".

واعتبر مراقبون أن ظهور عقيلات الرؤساء في أدوار مدنية وتعليمية، وليس فقط دورية، يعكس تحوّلاً في صورة المرأة السورية نحو الأدوار المنتجة والبناءة، خصوصاً في مرحلة ما بعد الأزمة.

رسالة أمل من قلب إدلب

في ختام كلمتها، وجهت لطيفة الدروبي تحية إلى كل طالب وطالبة "يواصلون مشوارهم في ظل صعوبات الحياة"، وقالت:

"لا تيأسوا، فالنور يأتي دائماً من بين الركام. وها نحن اليوم، في قلب إدلب، نُثبت أن العلم لا يُقهر، وأن الأمل لا يموت".

وانتهى الحفل بتسليم الشهادات للخريجين، في مشهد بهيج تداخل فيه التصفيق بالدموع، بينما التقطت الصور التذكارية للرئيس الشرع وزوجته إلى جانب زملائها الجدد في مسيرة العلم، في رسالة واضحة: أن التعليم، في النهاية، هو السلاح الأقوى لبناء مستقبل سوريا.

موضوعات متعلقة