اليمن تحقق إنجازًا تاريخيًا بالمركز الثالث في بطولة العالم للووشو والفنيات القتالية بالبرازيل

حققت اليمن إنجازًا تاريخيًا في عالم الرياضة الدولية، بعد أن حصلت على المركز الثالث في بطولة العالم للووشو والفنيات القتالية التي أقيمت مؤخرًا في مدينة كوريتيبا بالبرازيل، وذلك خلال فعاليات الدورة الـ19 من البطولة التي شارك فيها أكثر من 80 دولة من مختلف قارات العالم، وأكثر من 2000 رياضي ورياضية.
216.73.216.105
وقد جاء هذا الإنجاز الاستثنائي نتيجة جهود متواصلة وخطط استراتيجية تم تنفيذها على مدى السنوات الأخيرة، بقيادة المدرب الوطني المخضرم الكابتن ناجي الأشول، الذي يُعد أحد أبرز المدربين في مجال الفنون القتالية في اليمن، وله باع طويل في تأهيل الأبطال على المستوى العربي والقاري. وقد قاد الأشول منتخب اليمن بحنكة وخبرة، ليتصدر الفريق قائمة الدول العربية من حيث عدد الميداليات، ويحقق أول مركز متقدم له في بطولة عالمية منذ تأسيس الاتحاد اليمني للووشو.
وتضمنت إنجازات المنتخب اليمني ثلاث ميداليات ملونة: ميداليتان برونزيتان في فئتي "تشيو شو" (المبارزة الحرة) و"تشانغ تشوان" (فنون الأسلحة التقليدية)، بالإضافة إلى ميدالية فضية في فئة "تانغ شو" (التقنيات الدفاعية)، ما جعل اليمن أول دولة عربية غير خليجية تدخل قائمة العشر الأوائل في هذه البطولة العالمية المرموقة.
وفي تصريحٍ، أعرب الكابتن ناجي الأشول عن فخره بإنجاز فريقه، قائلًا:
"هذا الإنجاز ليس مجرد نتائج رياضية، بل هو تعبير عن إرادة شعبٍ لا يستسلم، وشبابٍ يتحدى كل الصعوبات رغم ظروف الحرب والحرمان. نحن لم نكن نملك سوى التحدي والإصرار، لكننا أثبتنا أن الرياضة هي أقوى سلاح ضد اليأس".
وأشاد ناشطون ومحبو الرياضة في اليمن وخارجها بهذا الإنجاز عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كما ثمن المتابعون دور الأستاذ محمد راوح، رئيس الاتحاد اليمني العام للووشو كونغ فو، الذي عمل على تأمين التمويل الجزئي، وتنسيق السفر، وتوفير التدريبات المكثفة رغم القيود المالية واللوجستية، وقال أحدهم:
"الأستاذ راوح لم يكتفِ بالعمل الإداري، بل كان معلمًا ومدربًا وداعمًا لكل فرد في الفريق... هذا الإنجاز يُضاف إلى سجله كواحد من أبرز رواد الرياضة اليمنية الحديثة".
ومن جانبه، أعلن الاتحاد اليمني للووشو عن خطط طموحة لتطوير اللعبة على المستوى المحلي، منها إنشاء أكاديميات وطنية في المحافظات الرئيسية، وتنظيم أول دورة وطنية للووشو تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع منظمات دولية مثل الاتحاد الدولي للووشو (IWUF).
ويعتبر هذا الإنجاز نقطة تحول جوهرية في مسيرة الرياضة اليمنية، إذ يمثل أول ترتيب عالمي متقدم لرياضة غير تقليدية (غير كرة القدم أو الملاكمة) منذ سنوات طويلة، ويشكل مصدر إلهام للأجيال الشابة التي تبحث عن مسارات بديلة للنجاح والتعبير عن الهوية الوطنية.
ويسعى الاتحاد اليمني الآن إلى ترشيح المنتخب للتدريب المشترك مع فرق دولية رائدة في آسيا وأوروبا، بهدف التأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية الشابة (Olympic Youth Games) عام 2026، وهو حلم يراه الخبراء قابلاً للتحقيق إذا استمرت الدعم الحكومي والمجتمعي.
وفي ختام تصريحاته، قال رئيس الاتحاد:
"اليوم، لم نفز بميداليات فقط، بل فزنا بكرامة وطنية. الووشو لم يعد مجرد رياضة هنا، بل أصبح رمزًا للصمود، ولأننا عندما نُحارب بالسلاح، نُدافع عن أنفسنا بالفن، وبالروح".
بطولة العالم للووشو والفنيات القتالية، التي تُنظم كل سنتين تحت رعاية الاتحاد الدولي للووشو (IWUF)، تعد أكبر حدث رياضي عالمي في هذا المجال، وتضم فئات متعددة مثل: تاي تشي، تاي جي تشوان، تشيو شو، وفنون الأسلحة التقليدية. وشهدت دورة هذا العام مشاركة قوية من الصين، كوريا الجنوبية، البرازيل، وإيران، بينما كانت مشاركة اليمن الأكثر إثارة بسبب ظروفها الاستثنائية.