السبت 13 سبتمبر 2025 05:12 مـ 21 ربيع أول 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الانفجارات كانت هائلة.. غارة إسرائيلية تُلحق بالمتحف الوطني في صنعاء أضرارًا جسيمة

السبت 13 سبتمبر 2025 06:21 مـ 21 ربيع أول 1447 هـ
المتحف الوطني بعد القصف
المتحف الوطني بعد القصف

لم يكن مبنى المتحف الوطني في قلب العاصمة صنعاء بمنأى عن نيران غارات الكيان الإسرائيلي، إذ طالت إحدى الضربات الإسرائيلية، الأربعاء، هذا الصرح الثقافي العريق، مخلّفة أضرارًا جسيمة في هيكله المعماري ومقتنياته الأثرية، وسط حالة من القلق والترقب بشأن مصير آلاف القطع التاريخية التي يحتضنها.

المتحف، الذي تأسس عام 1971 ويضم أكثر من 75 ألف قطعة أثرية تمثل امتدادًا لهوية اليمن وتاريخه، تضرر بفعل الانفجارات التي هزّت المنطقة المجاورة، بعد استهداف مبنيي صحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن"، بحسب ما أفاد به رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، عباد الهيال.

في تصريحاته مساء الخميس، وصف الهيال المشهد عقب القصف بـ"المأساوي"، مشيرًا إلى انهيار النوافذ وتضرر الأسقف والواجهة الخلفية للمتحف بفعل شظايا الصواريخ، مؤكدًا أن حجم الأضرار التي لحقت بالقطع الأثرية النادرة لا يزال قيد التقييم.

النداء الذي وجهته جماعة الحوثي إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو"، حمل تحذيرًا من "خطر جسيم" يهدد مقتنيات المتحف، الذي يُعد أحد أبرز رموز الهوية الوطنية اليمنية، وصرحًا ثقافيًا وتاريخيًا يحفظ بين جدرانه إرثًا إنسانيًا مشتركًا.

وفي رسالة موجهة إلى العالم، شدد الهيال على أن المتحف الوطني لا يمثل جهة سياسية، بل هو ملك للأجيال اليمنية كافة، داعيًا المؤسسات الثقافية والحضارية الدولية إلى إدانة ما وصفه بـ"العمل الإجرامي"، وتقديم الدعم غير المشروط للحفاظ على هذا الموقع وسائر المواقع الأثرية في البلاد.

وسط هذا المشهد، يرى مراقبون أن استهداف المتحف الوطني لا يمكن فصله عن محاولات طمس الهوية اليمنية، معتبرين أن تدمير الآثار جزء من مسار مشترك بين الكيان الإسرائيلي ومليشيات الحوثي، في ظل صراع تتداخل فيه الأجندات الإقليمية وتُدفع فيه الثقافة ثمنًا باهظًا.

216.73.216.105